يتسبب فيروس عوز المناعي البشري (HIV) بمرض الإيدز أو ما يُعرف بمتلازمة نقص المناعة المكتسبة (AIDS)، وهناك العديد من السلوكيات والعوامل التي تُسبب الإصابة بهذا الفايروس، أو قد تزيد من خطر الإصابة به، فما هي أسباب ظهور الإيدز؟[١]

أسباب ظهور الإيدز

يُعزى مرض الإيدز إلى الإصابة بعدوى فيروسية ناتجة عن فيروس عوز المناعي البشري؛ حيث إنّ هذا الفيروس يستهدف خلايا تي المناعية من نوع (CD4)، ومن ثم يعمل على قتلها والقضاء عليها، ويترتب على ذلك ضعف مناعة الجسم، وتراجع قدرته على التصدي للعديد من أنواع العدوى التي قد يتعرض لها.[٢]


كيف ينتقل مرض الإيدز؟

ينتقل مرض الإيدز عن طريق دخول سوائل الجسم الملوثة بالفيروس إلى جسم الشخص؛ بما في ذلك الدم، والسائل المنوي، والسوائل المهبلية،[٣] والإفرازات الشرجية، وحليب الأم،[٤] ويمكن القول بأنّ العدوى بهذا الفيروس يجب أن تتم عن طريق حقنه مباشرةً في الدم، أو من خلال اختراق الفيروس للغشاء المخاطي الذي يُبطن المستقيم، أو المهبل، أو الفم، أو طرف القضيب، أو قد يتم من خلال الجروح المفتوحة أو التقرحات.[٥] من الجدير ذكره أنّ فيروس العوز المناعي البشري لا ينتقل عن طريق اللعاب أو البول؛ وذلك لأنّ هذه السوائل تحتوي على مستويات مرتفعة من الإنزيمات والأحماض القادرة على منع هذا الفيروس من الدخول إلى الجسم،[٦] كما أنه لا ينتقل عن طريق التعرض للعرق، أو استخدام المراحيض أو بِرك السباحة، أو لدغات البعوض،[٤] ولا ينتقل عن طريق لمس أو احتضان شخص مُصاب بالفيروس، أو مشاركة الأواني والطعام والأغراض الشخصية معه.[٧]




تجدر الإشارة إلى أن هذا الفيروس لا يستطيع العيش لفتراتٍ زمنيةٍ طويلةٍ خارج جسم الإنسان، لذلك فإن انتقاله من البيئة المحيطة إلى الشخص قد يكون أمراً شبه مستحيلاً.



[٦]


عوامل خطر الإصابة بالإيدز

هناك العديد من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بمرض الإيدز، والتي نذكر منها ما يأتي:[٨]

  • الممارسات الجنسية الخاطئة: كالعلاقات الجنسية غير الشرعية، أو العلاقات الشاذة، ووفقاً لدراسات مراكز السيطرة على الأمراض واتقائها (CDC)، فإنّ ممارسة العلاقة الجنسية عن طريق المهبل تعد الطريق الأكثر خطورة لزيادة احتمالية إصابة المرأة بفيروس نقص المناعة البشرية؛ ويُعزى ذلك إلى أنّ منطقة الأنسجة المهبلية ذات مساحة أوسع وأكبر مقارنةً بأنسجة الإحليل الذكري،[٨][٩] وتزداد احتمالية الإصابة بالإيدز في حال إصابة الشخص بأمراض منقولة جنسياً أخرى؛ مثل مرض الزهري؛ إذ إنّ هذا المرض يُظهر تقرحات على جسم الشخص يسهل من خلالها دخول فيروس الإيدز إلى الجسم،[١٠] كما أن استخدام أنواع معينة من موانع الحمل من شأنها أن تتسبب بزيادة خطر الإصابة بفيروس الإيدز؛ ومنها مبيدات النِّطاف التي تجذب الخلايا المناعية بالقرب من سطح المهبل بما يُسبب تهيج ويُحفز الاستجابة الالتهابية.[٤]
  • تعاطي المخدرات عن طريق الحقن: إذ تعد مشاركة الإبر والمحاقن وسيلة ينتقل من خلالها فيروس الإيدز من دم شخص مُصاب إلى آخر سليم، وغالباً ما تزداد احتمالية الإصابة بهذا الفيروس إذا كان الشخص المصاب يحوي نسبة عالية من الفيروس في دمه.[١١]
  • الحمل والولادة والرضاعة: إذ ينتقل فيروس الإيدز من الأم المُصابة إلى طفلها عن طريق تمزق المشيمة قبل الولادة أو أثنائها، كما أنه ينتقل أثناء الرضاعة نظرًا لأنه يعبر في حليب الأم.[١٢]
  • الوخز بالإبر: قد يؤدي استخدام أو التعرض لأدوات الوخز الملوثة بالدم أو السوائل إلى تعريض الشخص لخطر الإصابة بفيروس الإيدز، مما قد يشكل خطورة إصابة العاملين في القطاع الصحي بهذا الفيروس، ونظراً لخطورة هذا الأمر فقد توصل الخبراء إلى استراتيجية تُعرف بالوقاية بعد العدوى؛ والتي تقوم على أنه في حال تعرض أحد الأشخاص لمواقف قد تُعرضه لخطر الإصابة بفيروس الإيدز، كالتعرض لوخز أداة ملوثة بالدم عن طريق الخطأ، فيجب إعطاؤه الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية في غضون 3 أيام من التعرض للوخز بالإبرة الملوثة وحتى 28 يوماً، إذ قد يساهم ذلك في تقليل احتمالية تطور إصابته بالفيروس بنسبة كبيرة جدًا.[١٣] وقد يحدث الوخز بالإبر بشكلٍ متعمد لدى البعض كما يحدث أثناء القيام بالوشم باستخدام إبر وأدوات ملوثة بدم شخص مصاب بالفيروس وغير مُعقمة قبل الاستخدام.[١٤]
  • نقل الدم: يتم نقل فيروس الإيدز من شخص مُصاب لآخر سليم عن طريق نقل الدم، وكإجراء وقائي لمنع ذلك فإنّ المستشفيات وبنوك الدم تعمل على الكشف عن الأجسام المضادة لفيروس نقص المناعة البشرية قبل إعطاء الدم للمريض، وهذا ما يُقلل من احتمالية إصابته بفيروس الإيدز.[٣]


هل كمية فيروس الإيدز الموجودة في الدم تؤثر على احتمالية نقل الفيروس؟

الإجابة نعم، عامةً فإنّ الأشخاص المصابين بفيروس الإيدز يُمكنهم تقليل احتمالية نقل الفيروس لمن حولهم عن طريق الالتزام بالإجراءات التي تضمن تقليل كمية فيروس الإيدز في الدم أو تقليل ما يُسمى بالحِمل الفيروسي لديهم، ومن هذه الإجراءات؛ الالتزام بتناول الأدوية التي أوصى بها الطبيب والتي تتضمن مجموعة مضادات الفيروسات القهقرية بشكلٍ يومي، والزيارة المستمرة للطبيب المُتابع للحالة لإجراء اختبار الحِمل الفيروسي، إذ إنّ الالتزام بذلك يؤدي إلى تقليل الحِمل الفيروسي للإيدز في الدم، حتى أنه قد يصِل إلى مستويات لا يمكن الكشف عنه؛ مما يساهم في تقليل احتمالية نقل العدوى للأشخاص المقربين.[٥]




تعد الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية وسيلة فعالة لمنع انتقال الفيروس للشريك عن طريق ممارسة العلاقة الزوجية في حال وجود هذه الفيروسات في الدم بكمية غير قابلة للكشف عنها.



[٥]


الوقاية من الإصابة بالإيدز

هنالك العديد من الإجراءات التي يمكن اتباعها لتحقيق الوقاية من الإصابة بالإيدز، ومنها ما يلي:[٣]

  • تجنب العلاقات الجنسية غير الشرعية: وفي حال كان أحد الزوجين مصاباً بفيروس الإيدز فيجب توخي الإجراءات التي تقلل احتمالية نقل الفيروس للطرف الآخر؛ كاستخدام الواقي الذكري أثناء ممارسة العلاقة الجنسية.
  • تجنب تعاطي المخدرات أو عمل وشم.
  • عدم مشاركة الإبر والمحاقن مع الآخرين.
  • مراجعة الطبيب في حال كانت المرأة الحامل مصابة بفيروس الإيدز: فهنالك بعض الإجراءات التي قد يتبعها الطبيب لتقليل خطر إصابة جنينها بالفيروس.


كيف يمكن منع نقل فيروس الإيدز إلى شخص سليم؟

في حال كان الشخص مُصابًا بفيروس الإيدز فيمكن تقليل احتمالية نقل الفيروس للآخرين من خلال اتباع ما يأتي:[١٥]

  • تناول الأدوية التي يُوصي بها الطبيب.
  • استخدام الواقي الذكري عند ممارسة العلاقة الزوجية.
  • الامتناع عن مشاركة الإبر والمحاقن ومعدات الحقن الأخرى مع الآخرين.
  • تجنب مشاركة فرشاة الأسنان مع الآخرين.
  • توجيه الآخرين نحو العلاج الوقائي قبل التعرض لخطر الإصابة؛ والذي قد يقلل احتمالية إصابتهم بالفيروس.[١]
  • عدم الشعور بالقلق تجاه الاتصال الطبيعي، كما يحدث أثناء المصافحة أو المعانقة، أو مشاركة الطعام، فهذه الأمور لا تسبب نقل الفيروس.[١٦]


المراجع

  1. ^ أ ب "HIV & AIDS", clevelandclinic, Retrieved 21/10/2021. Edited.
  2. "HIV Pathogenesis: The Host", perspectivesinmedicine, Retrieved 21/10/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت "HIV/AIDS", mayoclinic, Retrieved 21/10/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت "Cause and Risk Factors of HIV", verywellhealth, Retrieved 21/10/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت "how-is-hiv-transmitted", hiv, Retrieved 21/10/2021. Edited.
  6. ^ أ ب "Evaluation of dried blood spot samples for screening of hepatitis C and human immunodeficiency virus in a real-world setting", nature, Retrieved 21/10/2021. Edited.
  7. "what is hiv", cdc, Retrieved 21/10/2021. Edited.
  8. ^ أ ب "risk behaviors", cdc, Retrieved 21/10/2021. Edited.
  9. "Cause and Risk Factors of HIV", verywellhealth, Retrieved 10/11/2021. Edited.
  10. "The Role of Sexually Transmitted Infections in HIV-1 Progression: A Comprehensive Review of the Literature", hindawi, Retrieved 21/10/2021. Edited.
  11. "HIV (Human Immunodeficiency Virus) Infection", healthlinkbc, Retrieved 21/10/2021. Edited.
  12. "Recommendations for the Use of Antiretroviral Drugs in Pregnant Women with HIV Infection and Interventions to Reduce Perinatal HIV Transmission in the United States", clinicalinfo, Retrieved 21/10/2021. Edited.
  13. "Awareness of Post-Exposure Prophylaxis (PEP) and Pre-Exposure Prophylaxis (PrEP) Is Low but Interest Is High Among Men Engaging in Condomless Anal Sex With Men in Boston, Pittsburgh, and San Juan", guilfordjournals, Retrieved 21/10/2021. Edited.
  14. "What Puts You at Risk for HIV?", webmd, Retrieved 21/10/2021. Edited.
  15. "hiv-infection-and-aids", healthdirect, Retrieved 21/10/2021. Edited.
  16. "understanding-aids-hiv-prevention", webmd, Retrieved 21/10/2021. Edited.