ما هو التهاب الكبد الفيروسي C؟

التهاب الكبد الفيروسي C هو عدوى فيروسية تُصيب الكبد وتتسبب في التهابه وتلفه، ويُرمز لها بـ (HCV)، وتنتقل العدوى عن طريق ملامسة دم شخص مُصاب بالحالة بما في ذلك مشاركة الإبر أو غيرها من المُعدّات المُستخدمة لتحضير الأدوية وحقنها، ووِفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) فإن إجراء اختبار التهاب الكبد الفيروسي C واكتشافه مُبكرًا هو أمر مهم لتسريع التعافي منه.[١]


أنواع التهاب الكبد الفيروسي C

يمكن أن يُسبب التهاب الكبد الفيروسي C عدوى حادة أو مُزمنة، وفيما يلي توضيحًا لكلتيهما:[٢]

  • التهاب الكبد الفيروسي الحاد C: عدوى حادة أو قصيرة الأمد من التهاب الكبد الفيروسي C، وعادة ما تختفي الأعراض في غضون 6 أشهر، والجدير بالذكر أن بعض حالات التهاب الكبد سي الحاد تشفى وتختفيدون أي مضاعفات، لكن معظمها يتحول إلى النوع المزمن، خصوصاً أن المريض غالباً لا يعاني من أي أعراض واضحة تستدعي العلاج.
  • التهاب الكبد الفيروسي المُزمن C: عدوى مُزمنة أو طويلة الأمد من التهاب الكبد الفيروسي C، ويحدث عندما لا يكون الجسم قادرًا على محاربة الفيروس، ويُؤثر في حوالي 75 - 85% من إجمالي المُصابين بالحالة، ويُمكن للتشخيص والعلاج المُبكر لالتهاب الكبد الفيروسي المُزمن C أن يقي من المضاعفات الخطيرة بما في ذلك تلف الكبد، كما يُمكن أن يتسبب ترك الحالة دون علاج في الإصابة بحالات الكبد المُزمنة، أو تليّف الكبد، أو فشل الكبد، أو سرطان الكبد.


أعراض التهاب الكبد الفيروسي C

تختلف أعراض التهاب الكبد الفيروسي C تبعًا لنوعه، وفيما يلي توضيحًا لها:[٣]


التهاب الكبد الفيروسي الحاد C

عادةً ما تبدأ حالات التهاب الكبد الفيروسي C بعدوى حادة، والتي لا يُعاني المُصابون بها في الغالب من أعراض، ما يجعل اكتشافها أمرًا نادرًا، ومن المحتمل أن تظهر الأعراض الحادة بعد 1 - 3 أشهر من التعرّض للفيروس، وتستمر من 2 أسبوع إلى 3 أشهر، وتشمل ما يلي:

  • اصفرار الجلد والعينين، والذي يُعرف باليرقان.
  • التعب العام.
  • الغثيان.
  • الحُمى.
  • آلام العضلات.


التهاب الكبد الفيروسي المُزمن C

غالبًا لا يُعاني المُصابون بالتهاب الكبد الفيروسي المُزمن C من أي أعراض تُذكر لسنوات عديدة، وخلال تلك الفترة يُلحق الفيروس الضرر في الكبد بما يكفي لظهور أعراض مرض الكبد، وتشمل ما يلي:

  • النزيف وظهور الكدمات بسهولة على الجلد.
  • التعب والإعياء.
  • فقدان الشهية.
  • اليرقان.
  • بول داكن اللون.
  • حكة في الجلد.
  • تجمّع السوائل في البطن، والذي يُعرف بالاستسقاء.
  • تورّم الساقين.
  • فقدان الوزن.
  • الارتباك والنعاس وتداخل الكلام، وهو ما يُعرف باعتلال الدماغ الكبدي.
  • أوعية دموية تُشبه العنكبوت على الجلد، وتُعرف بالأورام الوعائية العنكبوتية.


من هم الأكثر عرضة للإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي C؟

تزداد احتمالية الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي C لدى الفئات التالية:[٤]

  • مدمنو المخدرات خصوصاً عبر الحقن.
  • الخاضعون لغسيل الكلى.
  • الأشخاص الذين ولدوا بين 1945 - 1965.
  • المُصابون بحالة صحية تُؤثر في الكبد.
  • العاملون في المهن الطبية، ويتعاملون مع المصابين بالتهاب الكبد الفيروسي C.
  • الذين لديهم وشم أو ثقب في الجسم.
  • الأطفال المولودون لأم مصابة بالتهاب الكبد الفيروسي C.
  • المُصابون بفيروس نقص المناعة البشرية المُسبب لمرض الإيدز.
  • المُصابون بحالة صحية تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي.
  • الخاضعون لعملية نقل دم، أو زراعة أعضاء قبل تموز 1992.
  • مُصابو الهيموفيليا الذين تلقّوا عامل التخثر قبل عام 1987.


تشخيص التهاب الكبد الفيروسي C

تشمل الاختبارات التشخيصية التي يلجأ إليها الطبيب عادةً لاكتشاف الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي C ما يلي:[٥][٦]


تحاليل الدم

يُذكر منها ما يلي:

  • اختبار الأجسام المُضادة: يصنع الجسم بروتينات تُسمى الأجسام المُضادة عند عثوره على فيروس الكبد C في الدم، وعادةً ما تظهر بعد حوالي 12 أسبوعًا من الإصابة، وتُشير نتيجة الاختبار الإيجابية إلى أن الشخص قد تعرّض للفيروس، ولكنّها لا تُثبت بالضرورة استمرار العدوى.
  • اختبار الحمض النووي الرايبوزي: (HCV RNA test)، يُجرى هذا الاختبار إذا كانت نتيجة اختبار الأجسام المُضادة لفيروس التهاب الكبد الفيروسي C إيجابية، ويُستخدم للتحقق مما إذا كان الفيروس لا يزال موجودًا في الدم، وفيه يُقاس عدد جزيئات الحمض النووي الرايبوزي؛ وهي المادة الوراثية لفيروس التهاب الكبد في الدم، وعادةً ما تظهر بعد 1 - 2 أسبوع من الإصابة.
  • اختبار النمط الجيني: (HCV Genotype test)، يجرى في حال كان الفحص السابق إيجابياً؛ لتحديد نوع فيروس التهاب الكبد الفيروسي C المُسبب للحالة.


اختبارات أخرى

يُمكن للطبيب أن يُجري اختبارات وظائف الكبد، والتي تقيس مستويات البروتينات والإنزيمات التي ترتفع عادةً خلال 7 - 8 أسابيع من الإصابة، وتُشير لحدوث تلف في الكبد، والجدير بالذكر؛ يُمكن أن تكون فحوصات الكبد طبيعية في بعض الأحيان، ويمكن للطبيب إجراء بعض الاختبارات التصويرية مثل التصوير بالموجات فوق الصوتية المعروفة بالألتراساوند، أو خزعة الكبد التي تتضمن أخذ عينة صغيرة من أنسجة الكبد وفحصها مجهريًا عندما لا توفّر الاختبارات الأخرى معلومات كافية عن الحالة.


علاج التهاب الكبد الفيروسي C

يهدف علاج التهاب الكبد الفيروسي C إلى القضاء على العدوى الفيروسية، ما يُساعد على منع تلف الكبد الذي قد يُؤدي بدوره لفشل الكبد أو سرطان الكبد، ويُعد العلاج أمرًا مهمًا خاصةً للأشخاص الذين تظهر عليهم علامات تليّف الكبد أو تندّبه، وتشمل هذه العلاجات ما يلي:[٧][٨]


العلاج بالأدوية

تُستخدم الأدوية المُضادة للفيروسات لعلاج التهاب الكبد الفيروسي C، ويعتمد نوع الدواء المُستخدم على النمط الجيني للعدوى الفيروسية، وتُؤخذ عن طريق الفم لمدة 8 - 24 أسبوعًا، وتتميّز بفعالتيها، وآثارها الجانبية المحدودة، وسهولة تناولها، وتتضمن بعض الأسماء التجارية لهذه الأدوية ما يلي:

  • زيباتير.
  • هارفوني.
  • إبكلوس.
  • فوسيفي.
  • مافيريت.


العلاج الجراحي

قد يوصي الطبيب بزراعة الكبد للأشخاص الذين يصابون بتليّف الكبد أو سرطان الكبد.[٩]




في حين عدم وجود لُقاح ضد التهاب الكبد الفيروسي C، فمن المحتمل أن يوصي الطبيب بلقاحات ضد فيروسات التهاب الكبد الفيروسي A و B، والتي يُمكنها أن تُسبب تلف الكبد، وتجعل علاج التهاب الكبد الفيروسي المُزمن C أكثر تعقيدًا.




طرق الوقاية من التهاب الكبد الفيروسي C

كما أُسلف الذكر؛ لا يوجد لُقاح مُتاح للوقاية من التهاب الكبد الفيروسي C، ومع ذلك هناك العديد من التدابير والإجراءات الموصى بها للحد من انتشار العدوى، ومنها:[١٠]

  • استخدام مُعدّات حقن مُعقمة ونظيفة تمامًا.
  • تجنّب مشاركة الأغراض الشخصية بما في ذلك فُرش الأسنان، أو شفرات الحلاقة، أو مبارد ومقصات الأظافر التي يُمكن أن تتلوّث بالدم.
  • استخدام أدوات مُعقمة ونظيفة أثناء إجراء ثقب في الجسم، أو الوخز بالإبر.
  • اتّباع احتياطات السلامة العامة الموصى بها للعاملين في مجال الرعاية الصحية.
  • ارتداء القفازات ذات الاستخدام الواحد أثناء تقديم الإسعافات الأولية، أو تنظيف الدم أو سوائل الجسم لأحد المُصابين.


ويُمكنك (النقر هنا) للتعرّف أكثر على طرق الوقاية من التهاب الكبد الفيروسي C.


المراجع

  1. "Hepatitis C", cdc, 28/7/2020, Retrieved 1/11/2022. Edited.
  2. "Hepatitis C", nih, 1/3/2020, Retrieved 1/11/2022. Edited.
  3. "Hepatitis C", mayoclinic, 31/8/2021, Retrieved 1/11/2022. Edited.
  4. "Hepatitis C", medlineplus, 3/3/2021, Retrieved 1/11/2022. Edited.
  5. Melinda Ratini (23/8/2021), "Hepatitis C and the Hep C Virus", webmd, Retrieved 1/11/2022. Edited.
  6. Kathleen Davis and Zia Sherrell (28/11/2021), "What to know about hepatitis C", medicalnewstoday, Retrieved 1/11/2022. Edited.
  7. "Hepatitis C", mountsinai, Retrieved 1/11/2022. Edited.
  8. April Kahn and Erika Klein (30/11/2021), "Everything You Want to Know About Hepatitis C", healthline, Retrieved 1/11/2022. Edited.
  9. "Hepatitis C", mayoclinic, 31/8/2021, Retrieved 1/11/2022. Edited.
  10. "Hepatitis C", betterhealth, 9/5/2021, Retrieved 1/11/2022. Edited.