على مرّ التاريخ كان هناك انتشارٌ واسعٌ لمختلف الأمراض والأوبئة، وبسبب تضيّق العلم في الماضي بالنسبة للوقت الحاضر؛ فكان من الصّعب السّيطرة على تلك الجراثيم والميكروبات، ومن الأمثلة على الميكروبات التي انتشرت ضمن حقبٍ تاريخية كبيرة هي بكتيريا الطاعون، فما هي؟


بكتيريا الطاعون

ينتج مرض الطاعون عن بكتيريا اليرسينيا الطاعونية (Yersinia pestis)، وهي عبارة عن بكتيريا تنتقل بشكل أساسي عبر القوارض مثل الجرذ الأسود (Rattus Rattus)، والجربوع ذي الحجم الكبير (Rhombomys Opimus) وتدور دورة حياتها بين القوارض والبراغيث وتنتقل إلى الإنسان إما عن طريق لدغة برغوث مصاب، أو من خلال التعامل مع الحيوان المُصاب.[١]


الخصائص العامّة لبكتيريا الطاعون

تتصف بكتيريا الطاعون بأنها بكتيريا لاهوائية اختيارية (أي قادرةٌ على التخمّر في حال عدم توافر الأكسجين)، كما أنها غير متحركة، وهي سالبة الغرام، تتميّز بأنها على شكل قضيب.[٢][٣]


طرق انتقال بكتيريا الطاعون

تنتقل بكتيريا الطاعون إلى الإنسان بعدّة طرق، وهي على النحو التالي:


لدغة برغوث مصاب

عندما يُلدَغ الإنسان من قبل برغوث مصاب، تنتقل بكتيريا الطاعون إلى:

  • العقد الليمفاوية (Lymph Nodes): تتكاثر فيها البكتيريا مكوّنة مستعمرات، مما يؤدي إلى تضخُّم كبير مؤلم في العقد الليمفاوية، كما تنتج البكتيريا بروتينات تُعطِّل عمل الخلايا الأكولة (Macrophages) والتي تعمل ضمن الجهاز المناعي، ويجدر الذكر أنَ استمرار البكتيريا بالتكاثر يؤدي إلى تلف أنسجة العقد الليمفاوية والذي يسمى بالطاعون الدبلي (Bubonic Plague) بشكل كبير وبالتالي ضعف عام في الجهاز المناعي.[١]
  • الدم: تصل البكتيريا إلى الدم إمّا مباشرة بعد لدغة البرغوث، أو تنتقل من العقد الليمفاوية إلى مجرى الدم مسببة ما يعرف بتسمم الدم (Septicemia) ومن الممكن أن تنتشر إلى الكبد والطُحال والرّئتين إن لم يُعالج.[١]


استنشاق رذاذ يحتوي على البكتيريا

تصل بكتيريا الطاعون إلى الرئتين مسببةً التهاب رئوي حاد يسمى بالطاعون الرئوي الأولي (Primary Pneumonic Plague) نتيجة لاستنشاق رذاذ إنسانٍ آخر مصاب أو حيوان.[٤]


تناول لحومٍ نيئة لحيوان مُصاب

يؤدي تناول لحومٍ غير ناضجة لحيوان مصاب إلى الإصابة بالطاعون البلعومي والجهاز الهضمي (Pharyngeal and Gastrointestinal Plague).[٥]


أعراض الإصابة ببكتيريا الطاعون

يوضّح الجدول التالي الأعراض والعلامات التي تظهر على المُصاب بالطّاعون باختلاف نوع المرض:[٦][٧]


اسم المرض
الأعراض والعلامات
الطاعون الدبلي.
-الحمى والشعور بالقشعريرة.
-الصداع.
-الشعور بالتعب.
-الارتباك وعدم التوازن.
-الشعور بألم في العضلات.
تسمم الدم.
-آلام في البطن قد يُصاحِبها تقيؤ وإسهال.
-الضّعف الجسدي.
-الحمى والقشعريرة.
-نزيف من الفم أو الأنف أو حتى المستقيم.
-الغرغرينا؛ وخاصة في الأطراف والأنف.
الطاعون الرئوي الأولي.
-الحمى وقشعريرة.
-الشعور بالصداع.
-تسارع ضربات القلب.
-ألم في الصدر.
-السعال.
-تكوّن بلغم مع مخاط وقطرات دم.
-ضيق في التنفُّس.


تشخيص الإصابة ببكتيريا الطاعون

تتعدد الطرق المخبرية التي تُستخدم للكشف عن الإصابة ببكتريا الطاعون، لكن أهمها ما يلي:[٨]

  • زراعة عينات مختلفة من المريض على أطباق بتري (Petri Dishes) في المختبر؛ حيث تحتوي هذه الأطباق على الغذاء المناسب لتكاثر البكتيريا، فإن كانت متواجدة في العينة المزروعة فستنمو على الطبق مكوّنةً مستعمرات، ومن الأمثلة على العينات التي تؤخذ للزراعة:
  • الدم.
  • السائل النخاعي (CSF).
  • اللعاب.
  • تورُّمات العقد الليمفاوية.




عادة ما تُستخدَم تلك المستعمرات الناتجة لعمل فحص حساسية المضادات الحيوية (Antibiotic Susceptibility) للكشف عن أنواع المضادات الحيوية التي لديها القدرة على قتل البكتيريا والتمكُّن من وصف المضاد الحيوي المُناسب للمريض.




  • قياس تركيز ونسبة الأجسام المضادة التي أنتجها الجهاز المناعي ضد البكتيريا: ويستخدم لهذا الفحص عينة من مصل دم المريض (Blood Serum).
  • طرق أخرى، تستخدم للبحث عن وجود البكتيريا في العينات الذي ذكرناها سابقا مثل:
  • تحليل (Flourescent Assay).
  • تحليل (PCR).


المشاكل النّاجمة عن إهمال علاج الطاعون

تتمثّل المشاكل النّاتجة عن الإصابة ببكتيريا الطاعون بما يلي:[٧]

  • الموت: إنَّ عدم تلقّي العلاج يزيد من انتشار مستعمرات البكتيريا في جميع أنحاء الجسم، وبالتالي يزداد تدهور الحالة الصحية للمريض، والتي من الممكن أن تؤدي إلى فقدانه للحياة.
  • التهاب السحايا (Meningitis): وهو عبارة عن التهاب يصيب الغشاء الخارجي للدماغ والحبل الشوكي، لكنه نادر الحدوث.
  • الغرغرينا: هو عبارة عن موت الأنسجة التي انقطع الدم من الوصول إليها نتيجة التجلّطات في الأوعية الدموية، وعادة ما تكون أنسجة الأطراف، ويجدر الذكر أنه يجب الإسراع في بتر الطّرف المُصاب لمنع انتشاره إلى جميع أنحاء الجسم.


الوقاية من بكتيريا الطاعون

هناك العديد من الإجراءات والإرشادات الهامة التي من شأنها حمايتك من الإصابة ببكتيريا الطاعون، مثل:[٩]

  • استعن بالجهات المختصّة للتخلص من الحيوانات الميتة، إن لم يكن لديك دراية كافية بكيفية التعامل معها.
  • أرتدي القفّازات أثناء تعاملك مع الحيوانات، وخاصّة تلك التي من المُحتمَل إصابتها بالطاعون.
  • استعن بمركز مكافحة القوارض للتخلّص من الجرذان المُحتمَل وجودها في حديقة منزلك وفي المصارف الصحية.
  • نظف حديقة منزلك من ركام الحطب والصّخور والحجارة المتكدّسة، لأنها مكان مناسب لاختباء القوارض.
  • لا تبقي طعام حيواناتك الأليفة في حديقة المنزل لفتراتٍ طويلة، لأنه يعتبر غذاء مناسب للقوارض.
  • استخدم المنتجات الطّاردة للحشرات والبراغيث في منزلك وفي رحلات التخييم لتجنّب لدغات البراغيث، مع ضرورة الالتزام بالتعليمات المرفقة مع المنتج المستخدم.
  • لا تهمل أيّ علامةٍ أو إشارةٍ مَرَضية تظهر على حيواناتك الأليفة، وسارع بالذهاب للطبيب البيطري حفاظًا عليه وعلى عائلتك.
  • لا تسمح للحيوانات البرية وغير المُحصّنة من الدخول إلى منزلك.


المراجع

  1. ^ أ ب ت "plague", britannica, Retrieved 1/12/2021. Edited.
  2. "Yersinia pestis (bacterium)", www.bode-science-center.com, Retrieved 27/12/2021. Edited.
  3. "Yersinia pestis", www.antimicrobe.org, Retrieved 27/12/2021. Edited.
  4. "Facts about Pneumonic Plague", emergency, Retrieved 1/12/2021. Edited.
  5. "Plague", sciencedirect, Retrieved 2/12/2021. Edited.
  6. "Plague and Other Yersinia Infections", msdmanuals, Retrieved 2/12/2021. Edited.
  7. ^ أ ب "Plague", mayoclinic, Retrieved 2/12/2021. Edited.
  8. "Situation of Plague and Prevention Strategies", chp, Retrieved 2/12/2021. Edited.
  9. "Plague", cdc, Retrieved 19/12/2021. Edited.