بلهارسيا المجاري البولية

لا بد أنك سمعت يومًا عن قصة "وفاة المغني المصري عبدالحليم حافظ بعد إصابته بداء البلهارسيا"،^[١] فما هي حقيقة داء البلهارسيا؟ وهل يصيب الجهاز البولي فقط؟ وكيف يتم التعامل معه؟

ما هي بلهارسيا المجاري البولية؟

بلهارسيا المجاري البولية هي أحد أنواع البلهارسيا (Schistosomiasis)، إذ تصنف البلهارسيا إلى نوعين، بلهارسيا الجهاز الهضمي، وبلهارسيا المجاري البولية، والتي تُعرف أيضاً باسم بلهارسيا المثانة،^[٢] وهي عدوى تتسبب بها دودة طفيلية، تُسمى الدودة الانسيابية، وتمثل مشكلة صحية في مناطق العالم النامية، ومن الجدير بالذكر أن هذا النوع من البلهارسيا قد يتسبب بمضاعفات إذا تُرك دون علاج كسوء التغذية، والفشل الكلوي.^[٣][٤]

أين ينتشر داء البلهارسيا؟

ينتشر في المناطق المدارية وشبه الاستوائية، وخاصةً في المجتمعات الفقيرة، حيث تكون فيها مصادر المياه ملوثة، دون وجود صرف صحي مناسب، إذ تنتشر البلهارسيا البولية التناسلية كثيراً في أفريقيا ودول الشرق الأوسط عامةً.^[٤]

كيف تحدث عدوى بلهارسيا المجاري البولية؟

تخترق اليرقات الصغيرة جلد الإنسان المتواجد في المياه الملوثة بها، لتنتقل هذه اليرقات إلى رئتي وكبد الإنسان المصاب، حيث تعيش هناك حتى تنضج، وبعد النضج، تنتقل أزواج الدودة البالغة إلى الدم، لتضع بيوضها في أوعية الدم الموجودة في جدار المثانة، وتطلقها في بول المصاب، لتستمر دورة حياة هذا الطفيلي.^[٣][٥]

كيف يمكن الإصابة بداء البلهارسيا؟

يمكن الإصابة بها إذا تبول أحد المصابين بالبلهارسيا في البرك، أو البحيرات، أو المسابح، أو إذا وصلت مياه الصرف الصحي الملوثة بالديدان وبيوضها إلى مياه البرك، والأنهار النظيفة، فقد يفقس البيض؛ ليصيب الأشخاص الذين يغتسلون، أو يسبحون فيها.^[٦][٥]

هل يحتاج الطفيلي إلى وسيط للنضوج؟

نعم، إذ تنتقل يرقات البلهارسيا بعد فقس البويضات عبر المياه الملوثة، إلى حلزون من نوع مانسوني (Mansoni)، حيث تعيش لتصبح دودة ناضجة ثم تترك جسم الحلزون، لتنتقل إلى جسم المضيف، وهو الإنسان، لتخترق الجلد، وتكمل دورة حياتها.^[٧]

هل تنتقل العدوى من شخص لآخر؟

لا، لا تنتقل عدوى البلهارسيا من شخص لآخر، إذ تنتقل فقط عن طريق التعرض لمياه ملوثة، ودخول الطفيل بشكل مباشر إلى الجسم.^[٨]

ما هي أعراض بلهارسيا المجاري البولية؟

في معظم الحالات لا يعاني المصابون بداء البلهارسيا من أي أعراض لمدة أسابيع، أو شهور، وحتى لسنوات، وهذا يعني أنهم لن يتمكنوا من معرفة أنهم مصابون بالعدوى، على الرغم من أنهم أحيانًا يلاحظون نتوءاتٍ حمراء صغيرة، ومثيرة للحكة على الجلد في أماكن اختراق الديدان، والتي تستمر لبضعة أيام فقط، وفي هذه الحالة لن يعرف المصاب بإصابته بالبلهارسيا، إلا عند بداية ظهور الأعراض الخاصة بالبلهارسيا البولية، وأشهرها ظهور دم في البول، وألم أثناء التبول، والحاجة المتكررة للتبول، بالإضافة إلى أعراض أخرى كما يلي:^[٩][١٠]

• التهاب الحويصلات المنوية، والإصابة بأمراض البروستاتا لدى الرجال.
• ظهور ثواليل في الرحم، وحدوث نزيف مهبلي، وألم أثناء الجماع لدى النساء.

كيف يمكن تشخيص بلهارسيا المجاري البولية؟

تستغرق الأعراض المميزة للإصابة بالبلهارسيا وقتاً طويلاً جدّاً للظهور، لذا يوصى الأشخاص المُعرضين لخطر الإصابة، بإجراء فحوصات احترازية بعد مرور 3 أشهر حتى لو لم تظهر عليهم الأعراض، ويمكن الكشف عن الإصابة بها من خلال الفحوصات التالية:^[١١][٤]

• فحص البول: للبحث عن بيض الطفيليات، أو للكشف عن الأجسام المضادة.
• فحص البراز: للبحث عن بيض الطفيليات.
• فحوصات الدم: للكشف عن الأجسام المضادة، ومن الجدير بالذكر ضرورة التنبه إلى أن ديدان البهارسيا الطفيلية تستغرق حوالي (40) يومًا حتى تنضج، لذا يمكن أن تظهر عينة الدم نتائج سلبية خاطئة، مما يعني أنه يجب عمل فحوصات الدم بعد مرور (6-8) أسابيع على الأقل بعد التعرض للمياه الملوثة.
• خزعة المثانة: يتم أخذ عينة من أنسجة المثانة في بعض الحالات، لتأكيد التشخيص.
• خزعة المستقيم: يتم أخذ عينة من المستقيم، إذا ظهرت على المصاب أعراض معوية، حتى لو كانت اختبارات البول والدم سلبية.

كيف يمكن علاج بلهارسيا المجاري البولية؟

يمكن علاج البلهارسيا البولية عن طريق دواء آمن وفعال يسمى البرازيكوانتيل (Praziquantel)، إذ يساعد هذا الدواء على التقليل من تأثير العدوى، ومضاعفاتها، ففي حال الكشف المبكر عن العدوى، وكانت الحالة معتدلة، أي أنه لم يتعرض لأضرار أو مضاعفات، حينها يمكن علاجه بالبرازيكوانتيل لمدة يوم أو يومين، أما في الحالات الشديدة والمتقدمة، أو المزمنة، يمكن استخدامه لفترة طويلة قد تصل إلى عدة سنوات، فبالرغم من أنه يعالج عدوى البلهارسيا، إلا أنه لا يمنع عودتها، مما يعني أن الشخص يمكن أن يُصاب عدة مرات.^[١٢][١١]

مخاطر البلهارسيا على المدى البعيد

قد تتسبب البلهارسيا في الأطفال بفقر الدم، والتقزم، وانخفاض القدرة على التعلم، وعلى الرغم من أن هذه الآثار عادة ما تختفي مع العلاج، فقد يؤثر داء البلهارسيات المزمن على قدرة الأشخاص على العمل، وفي بعض الحالات يؤدي إلى الوفاة، ومن الصعب تقدير عدد الوفيات الناجمة عنه لتسببه بأمراض خفية مثل الفشل الكلوي، وفشل الكبد، وسرطان المثانة، والحمل خارج الرحم.^[١٠]

كيف يمكن الوقاية من داء البلهارسيا؟

في حال كنت تعيش في أماكن موبوءة، أو في المناطق الفقيرة التي تعاني من المياه الملوثة، أو القريبة من الصرف الصحي، أو ذهبت لزيارة إحداها، فيمكنك اتباع النصائح التالية لتحمي نفسك من العدوى بداء البلهارسيا:^[٩]

• خذ احتياطاتك عندما تكون قريبًا من المياه: وذلك بتجنب السباحة والاغتسال في مياه البرك الراكدة، واسبح فقط في البحر، أو حمامات السباحة التي يتم تعقيمها بالكلور.
• اغلي الماء قبل شربه.
• ابحث عن مأمونية الأنهار وامتدادات المياه القريبة منك: لا تسأل عاملي الفنادق أو مرشدي السياحة، أو ما شابه ذلك، عما إذا كان امتداد معين من المياه آمن أم لا، فقد يعطيك معلومات خاطئة، بل حاول التأكد من مكان موثوق.

هل يتوافر لقاح ضد داء البلهارسيا؟

لا يوجد لقاح ضد داء البلهارسيات، لذا عليك اتباع نصائح الوقاية السابقة.^[٩]