صفات دودة البلهارسيا

دودة البلهارسيا (Schistosoma) هي دودة من جنس الديدان المثقوبة الدموية،[١] ولها عدة أنواع، وتعيش في المياه العذبة؛ كالأنهار والبحيرات، وتسبب مرض طفيلي حاد ومزمن يسمى داء البلهارسيا، يؤثر في الجسم بأكمله وبشكل رئيسي في الجهاز الهضمي والبولي،[٢][٣] وهي ديدان طويلة أنبوبية الشكل يتراوح طولها بين (10-20) ميليمتر، وهي طفيليات بدائية تمتص الغذاء من الفم والبطن، وتمر بعدة مراحل قبل أن تصل لشكلها في مرحلة البلوغ وهي:[٤]

  • البيوض: يميز كل نوع من أنواع البلهارسيا شكل مميز، فبعضها دائري وأخرى ذات شكل بيضوي.
  • اليرقات: تكون ذات شكل إهليلجي ويمكنها التحرك بشكل حر، نظرا لوجود أهداب تساعدها على الحركة.
  • مرحلة الأكياس البوغية: يظهر حول اليرقات أكياس متعددة الأشكال لتهيئ اليرقات للنمو طوليا.
  • اليرقات الطولية: في هذه المرحلة تنمو اليرقات بشكل طولي ليتكون لها رأس مدبب، وغدد بارزة تساعدها على اختراق الجلد.



تتميز ذكور ديدان البلهارسيا بكونها أقصر، وذات شكل مدبب أكثر، كما أن لها تجويفاً طولياً يُمكّن إناث الديدان من الرقود فيه.




أنواع دودة البلهارسيا

هناك 5 أنواع من دودة البلهارسيا التي تسبب المرض للإنسان، وهذه الأنواع هي:[٥]

  • البلهارسيا الدموية (S.haematobium).
  • البلهارسيا المانسونية (S.mansoni).
  • البلهارسيا اليابانية (S.japononicum).
  • البلهارسيا المقحمة (S.intercalatum).
  • البلهارسيا الميكونوغية (S.mekongi).


طرق الانتقال ودورة حياتها

تنتقل البلهارسيا نتيجة للتعرض لمياه ملوثة بفضلات شخص مصاب بالعدوى (كالبول، أو البراز)، حيث قد تحتوي هذه الفضلات على بيوض البلهارسيا الذي يفقس في الماء، ويصاب الناس بالعدوى عندما تخترق يرقات البلهارسيا أجسامهم عند ملامسة المياه الملوثة بها،[٦][٥] وتتطور اليرقة في جسم الإنسان إلى بلهارسيا بالغة، حيث تعيش الديدان البالغة في الأوعية الدموية، وتفرز الديدان الإناث بيضها فيها، ويُطرح بعد ذلك جزء من بيوضها خارج الجسم في البراز أو البول، أما بقية البيوض فتبقى داخل الجسم، وتتسبب في إلحاق أضرار تدريجية في أماكن مختلفة فيه.[٧]


من هي الفئة المعرضة للإصابة وأين هي مناطق الانتشار؟

فيما يلي أكثر الفئات عرضةً للإصابة بداء البلهارسيا، وأكثر المناطق التي تنتشر فيها العدوى:[٧][٨]

  • الأشخاص المحتمل ملامستم للمياه الملوثة من خلال الأنشطة الزراعية، أو المنزلية، أو كجزء من مهنهم.
  • الأشخاص الذين يعيشون في المناطق المدارية، وشبه الاستوائية التي ينتشر فيها داء البلهارسيا، حيث أنهم الأكثر عرضة للإصابة، نتيجة للاستحمام أو السباحة في المياه الملوثة.
  • المجتمعات الفقيرة التي تعاني من سوء الصرف الصحي، والتي لا تتوافر فيها مياه نقية للشرب.



هناك بعض الدول التي يزداد فيها خطر الإصابة بداء البلهارسيا، مثل: مصر، البرازيل، سورينام، فنزويلا، إيران، العراق، السعودية، اليمن، الفلبين، كمبوديا، إندونيسيا.




أعراض الإصابة بالبلهارسيا

في الحقيقة لا تسبب الديدان بحد ذاتها الأعراض ولكن تفاعل الجسم مع بيض الطفيليات يؤدي إلى ظهور الأعراض،[٩] وتختلف هذه الأعراض في شدّتها ووقت ظهورها، وفي ما يلي أكثر أعراض داء البلهارسيا شيوعاً:


الأعراض المبكرة

قد تحتاج أعراض داء البلهارسيا ما بين 14 إلى 84 يوماً حتى تظهر على الشخص المصاب، وقد تستمر الأعراض حوالي 3 إلى 8 أسابيع بعد الإصابة، وهي:[١٠]

  • الطفح الجلدي.
  • الحمى.
  • صداع شديد.
  • ألم العضلات.
  • ألم في أنحاء مختلفة من الجسم.
  • صعوبة في التنفس.


الأعراض المزمنة

بعض الأشخاص لا تظهرعلهم أعراض داء البلهارسيا في المرحلة المبكرة، ولكن قد تظهر عليهم أعراض أخرى في مرحلة متقدمة من المرض، وتعتمد شدّة هذه الأعراض على نوع الطفيل الذي دخل إلى جسم الشخص، ومن هذه الأعراض ما يلي:[١٠]

  • الإسهال والإمساك.
  • وجود دم في البراز.
  • القرحة المعوية.
  • تليف الكبد.
  • ارتفاع ضغط الدم.


كيف يتم تشخيص الإصابة بالبلهارسيا؟

يعتبر الكشف عن وجود بيض الطفيليات في البراز أو البول المعيار الأساسي لتشخيص داء البلهارسيا،[١١] ويجدر بالأشخاص الذين يسافرون إلى الدول والمناطق التي ينتشر فيها داء البلهارسيا مراجعة الطبيب المختص بعد العودة من السفر في حال ظهور أية أعراض أو علامات عليهم، ويتضمن فحص الطبيب عادة السؤال مكان السفر، ومدة الإقامة، بالإضافة للسؤال عن طبيعة الأعراض وفترة ظهورها، كما يخضع المريض لإجراء الفحوصات التالية وهي:[٣][١٢]

  • فحص عينة البول أو البراز، ويساعد هذا الفحص على الكشف عن وجود بيض البلهارسيا في البول أو البراز.
  • فحص الدم، يساعد هذا الفحص على الكشف عن وجود أجسام مضادة تدل على الإصابة بالبلهارسيا، وقد يستغرق هذا الفحص من 4-8 أسابيع حتى يعطي نتيجة إيجابية، حيث تستغرق الدودة حوالي 40 يوماً حتى يكتمل نموها، لذلك قد لا تظهر أي نتائج في عينة الدم.
  • الفحوصات التصويرية، وذلك للكشف عن وجود البلهارسيا في مناطق أخرى من الجسم، مثل القلب والرئتين، أو الكبد، أو الدماغ، وهي:
  • التصوير بالأشعة السينية.
  • التصوير بالموجات فوق الصوتية.
  • التصوير بالأشعة المقطعية (CT scan).
  • التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI scan).


علاج البلهارسيا

لا يوجد مطعوم مخصص للوقاية من انتشار داء البلهارسيا حتى الآن،[٣] لكن اعتمد الأطباء استخدام دواء برازيكوانتيل (Praziquantel)، والذي يؤخذ على شكل جرعة أو جرعتين فمويا، حيث ثبتت فعاليته في الحالات التي تنمو فيها الديدان أي في الحالات المتقدمة، كما تستخدم الكورتيزونات لعلاج الحالات الحادة من داء البلهارسيا، وتجدر الإشارة إلى أن الدواء لا يحمي من الإصابة بداء البلهارسيا لذلك قد تتكرر الإصابة بالمرض بعد بضعة أسابيع من العلاج.[١٢]


كم تبقى دودة البلهارسيا في الجسم؟

قد تبقى دودة البلهارسيا في جسم الإنسان ما بين 3 إلى 10 سنوات، وفي بعض الحالات قد تبقى الدودة في الجسم لمدة تصل ل 40 عاما إن لم يتم علاجها،[١٣] ومن الجدير ذكره أن معظم الأشخاص قد لا تظهر عليهم أية أعراض عند الإصابة لأول مرة.[١٤]


كيف يمكن الوقاية من الإصابة بدودة البلهارسيا

يمكن الوقاية من الإصابة بداء البلهارسيا من خلال ما يلي:[١٥]

  • تجنب السباحة أو أي أنشطة مائية أخرى في المياه الملوثة، والتي قد تتواجد فيها بيوض البلهارسيا.
  • تجفيف الجلد بشكل جيد بالمناشف لمنع الطفيليات من اختراق الجلد في حال التعرض للمياه الملوثة.
  • تجهيز الماء المستخدم للاستحمام وذلك بغليه لمدة دقيقة واحدة لقتل الطفيليات.
  • تعقيم بعض مصادر المياه التي قد تتواجد فيها الطفيليات من خلال استخدام مبيدات خاصة فيها للتقليل من عدد المصابين.[٦]


متى يجب مراجعة الطبيب

يجب على المصابين مراجعة الطبيب إذا ظهرت عليهم أعراض المرض المذكورة أعلاه، وخاصة عند الشعور بألم في البطن، أو ظهور الدم في البراز أو البول، أو الحمى.[٦]


هل داء البلهارسيا معد؟

لا يعتبر داء البلهارسيا من الأمراض المعدية، حيث لا يمكن أن تنتقل البهارسيا من شخص مصاب إلى شخص آخر غير مصاب، ولكن كما ذكرنا سابقا فإنه ينتقل عند التعرض للمياه الملوثة بفضلات شخص مصاب.[١٦]


المراجع

  1. "Morphological Characteristics of Schistosoma mansoni PZQ-Resistant and -Susceptible Strains Are Different in Presence of Praziquantel", frontiersin, Retrieved 5/11/2021. Edited.
  2. "Parasites - Schistosomiasis", cdc, Retrieved 5/11/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت "What is bilharzia, snail fever, or schistosomiasis?", medicalnewstoday, Retrieved 5/11/2021. Edited.
  4. "Schistosoma", parasite, Retrieved 21/12/2021. Edited.
  5. ^ أ ب "Schistosomiasis", radiopaedia, Retrieved 5/11/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت "Schistosomiasis", medicinenet, Retrieved 6/11/2021. Edited.
  7. ^ أ ب "Schistosomiasis", who, Retrieved 6/11/2021. Edited.
  8. "Epidemiology & Risk Factors", cdc, Retrieved 6/11/2021. Edited.
  9. mansoni eggs are large,they contain a mature miracidium. "Schistosomiasis", cdc, Retrieved 6/11/2021. Edited.
  10. ^ أ ب "What is bilharzia, snail fever, or schistosomiasis?", medicalnewstoday, Retrieved 7/12/2021. Edited.
  11. "Bilharzia: Pathology, Diagnosis, Management and Control", ncbi, Retrieved 6/11/2021. Edited.
  12. ^ أ ب "Schistosomiasis", patient info, Retrieved 7/12/2021. Edited.
  13. "Human schistosomiasis", ncbi, Retrieved 6/12/2021. Edited.
  14. "Parasites - Schistosomiasis", cdc, Retrieved 6/12/2021. Edited.
  15. "Prevention and control of schistosomiasis: a current perspective", ncbi, Retrieved 7/11/2021. Edited.
  16. person with schistosomiasis cannot,where the snails are living. "What is bilharzia, snail fever, or schistosomiasis?", medicalnewstoday, Retrieved 6/12/2021. Edited.