ما هو مرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز)؟

هو الاسم المستخدم لوصف عدد من العدوى والأمراض الانتهازية التي تحدث عندما يتضرر جهازك المناعي بشدة بسبب الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية (HIV)، والتي تكون مهددة للحياة.[١][٢]


ما هي أعراض الإيدز؟

الإيدز هو المرحلة الأخيرة من الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية، والذي تظهر أعراضه عندما يتضرر جهاز المناعة في الجسم بشدة بسبب الفيروس، إذ يمكن أن تكون مصابًا بعدوى فيروس نقص المناعة البشرية، مع ظهور أعراض طفيفة، أو حتى انعدامها لمدة سنوات قبل أن يتحول إلى الإيدز،[٣][٤] حيث تختلف هذه الأعراض من شخص لآخر، وسيتم بيانها بالتفصيل من بداية التقاط العدوى لحين ظهور مرض الإيدز كما يلي:


مرحلة التقاط العدوى

وتُسمى بمرحلة العدوى الحادة، وتمتد من 1-4 أسابيع بعد الإصابة، إذ يشعر المريض بأعراض مشابهة لتلك المصاحبة بعدوى الإنفلونزا،[٥] ومن الجدير بالذكر أن هذه الأعراض قد تكون خفيفة وقد لا تظهر بتاتاً خلال هذه المرحلة،[٣] وقد تتضمن ما يلي:[٦]

  • الصداع والحمى.
  • ألم العضلات والمفاصل·
  • التهاب الحلق.
  • التعرق الشديد خاصًة في الليل.
  • انتفاخ وتضخم الغدد الليمفاوية.
  • الطفح الجلدي.
  • الإرهاق.
  • القشعريرة.


مرحلة حضانة الفيروس

وتُسمى بمرحلة العدوى السريرية الكامنة، وتتميز هذه المرحلة بطول مدتها التي قد تمتد إلى 10 سنوات، بحيث يكون الفيروس نشطًا في جسم الشخص المصاب، ولكنه يتكاثر ببطء، فلا تظهر على المريض أي أعراض، ويكون الفيروس معدياً خلال هذه المرحلة، وتنتهي بارتفاع تعداد الفيروس في الدم بشكل كبير، وبالمقابل انخفاض عدد الخلايا التائية كثيراً، لتبدأ المرحلة الثالثة.[٧]


مرحلة الأمراض الانتهازية

وهي المرحلة الأخيرة من المرض، والمعروفة بالإيدز، وعادةً ما يحدث فيها التشخيص بالإصابة بأحد الأمراض الانتهازية (Opportunistic diseases)، وهي مجموعة من الأمراض التي يمكن للشخص السليم مقاومتها في الوضع الطبيعي دون إحداث ضرر له، لكن مع انخفاض عدد خلايا المناعة التائية إلى أقل من 200 خلية / ملم، ترافق هذه المرحلة عدد من الأعراض منها:[٨][٩][١٠]

  • الإصابة بأنواع مختلفة من العدوى بشكل مستمر.
  • فقدان الوزن غير المبرر.
  • الإعياء والتعب المزمن.
  • ارتفاع درجة الحرارة المتكرر.
  • الإسهال المزمن والشديد.
  • ظهور بقع بيضاء في الفم واللسان.



يكون المصاب في هذه المرحلة شديد العدوى، ولا يعيش أكثر من ثلاث سنوات في المتوسط بعد دخوله فيها.




طرق انتقال العدوى

كون مرض الإيدز يتمثل بمجموعة من الأمراض التي تظهر على المصاب نتيجة ضعف جهاز المناعة، فهو لا ينتقل كمرض بحد ذاته من شخص إلى آخر، إلا أن الفيروس المسبب له ينتقل من الشخص المصاب إلى الشخص السليم بعدة طرق، وقد لا يتطور إلى إيدز،[١١] ومن هذه الطرق ما يلي:[١٢][١٣]

  • ممارسة الجماع مع شخص مصاب بالإيدز.
  • مشاركة الحقن والإبر: مثل مشاركتها عند تعاطي المخدرات، أو الحصول على وشم.
  • ملامسة سوائل جسم الشخص المصاب للجروح المفتوحة أو الأغشية المخاطية: سواء كان دمًا، أو حليب من أم مصابة، أو السوائل والإفرازات المهبلية وغيرها.
  • التعرض لدم ملوث بالفيروس أثناء عملية نقل الدم: ولكن في الوقت الحالي يندر انتقاله بهذه الطريقة، إذ يتم فحص الدم المتبرع به من الإيدز، قبل إتمام عملية النقل.
  • الخضوع لإجراء طبي أو عملية جراحية باستخدام أدوات غير معقمة.
  • التعرض لوخز الإبر عرضيّاً: خاصّةً بين عاملي القطاع الصحي.[١٤]


كيف يمكن تشخيص الإيدز؟

يُعتبر الشخص الحامل للفيروس، مُصاباً بمرض الإيدز عندما يقل عدد الخلايا التائية (CD4) عن 200 خلية / مم 3 من الدم، والتي يتراوح عددها في المعدل الطبيعي بين 500 و 1600 خلية / مم 3 من الدم، بالإضافة إلى إصابته بعدوى انتهازية واحدة أو أكثر بغض النظر عن عدد الخلايا التائية (CD4) الخاصة به،[١٥] كما يمكن تأكيد التشخيص باستخدام إحدى الفحوصات التالية، والتي تتم بأخذ عينة من دم الوريد، وهي كالآتي:[١٦]

  • فحص الحمض النووي: يفحص العدد الفعلي للفيروس في الدم، وعلى الرغم من أنه أسرع الفحوصات، إلا أنه لا يتم اللجوء إليه إلا في حالات التعرض عالية الخطورة، وذلك لتكلفته العالية.
  • فحص ممثل الضد والأجسام المضادة: يفحص وجود ممثل الضد الموجود على سطح الخلايا المصابة بالفيروس، والتي يستجيب لها الجسم بإفراز الأجسام المضادة، فيفحص نسبة كل منهما.
  • فحص الأجسام المضادة: يبحث عن وجود الأجسام المضادة في الدم، والتي تُفرز كاستجابة للعدوى بالإيدز، ويمكن إجراؤه بأخذ عينة من الدم، أو اللعاب.


تقييم مرحلة الإيدز

في حال تم تشخيص المريض بالإصابة بمرض الإيدز، يلجأ الطبيب إلى القيام بعدد من الفحوصات، بهدف معرفة المرحلة التي يوجد فيها المرض، وذلك لوضع أفضل خطة علاجية تناسب وضع المريض الصحي، ومن هذه الفحوصات ما يلي:[١٧]

  • عدد الخلايا التائية (CD4): وهي خلايا دم بيضاء يتم استهدافها بشكل خاص، وتدميرها من قبل الفيروس، فحتى لو لم تظهر على المريض أية أعراض، فإن المرض يتطور إلى الإيدز بمجرد انخفاض عدد هذه الخلايا إلى أقل من 200 خلية/مم 3 من الدم.
  • الحمل الفيروسي (HIV RNA): ويقيس هذا الاختبار كمية الفيروس المتواجدة في دم المريض، ويُجرى بشكل خاص بعد بدء العلاج، لمعرفة إذا ما تم تقليل كميته إلى الحد الذي لا يمكن قياسه من قبل الفحص، لأن هذا يقلل بشكل كبير من فرص الإصابة بالعدوى الانتهازية، والمضاعفات الأخرى المرتبطة بالفيروس.
  • مقاومة الأدوية: بعض سلالات فيروس (HIV) تكون مقاومة للأدوية أكثر من غيرها، لذا يهدف هذا الاختبار إلى تحديد ما إذا كانت السلالة الموجودة لدى المريض مقاومة أم لا، ليتمكن الطبيب من وضع خطة علاجية مناسبة له.


الخلايا التائية ومرض الإيدز

يبين الجدول التالي تأثير مرض الإيدز في المراحل المختلفة على تعداد الخلايا التائية (CD4) في الدم، ويظهر كما يلي:[١٨]


عدد الخلايا التائية (CD4)
نتيجة فحص الإيدز
النتيجة
500- 1500
سلبية
شخص صحي.
أكثر من 500
إيجابية
مريض مع صحة جيدة.
أقل من 200
إيجابية
مريض معرض لأمراض خطيرة، ودخل في المرحلة الثالثة للمرض.


هل يوجد علاج لمرض نقص المناعة المكتسبة؟

لسوء الحظ لا يوجد علاج جذري للإيدز في الوقت الحالي، ولكن تتوفر العديد من العلاجات التي تساعد في تحسين جودة معيشة المرضى، وإطالة العمر المتوقع لهم، وتُسمى بمثبطات الفيروسات، والتي تعمل على إبقاء المريض في مرحلة الأعراض الكامنة، وتمنع انتقاله إلى المرحلة الثالثة والأخيرة، ويتم ذلك بمنعها للفيروس من التكاثر، الأمر الذي يعطي جهاز المناعة فرصة للتعافي والقيام بوظيفته.[١][١٩]


أنواع الأدوية المثبطة لفيروس الإيدز

عادةً ما تتضمن الخطة العلاجية لمرض الإيدز أكثر من نوع واحد من الأدوية التي تؤخذ بشكل يومي، وذلك لمنع حدوث مقاومة للعلاج المستخدم، وفيما يلي بيان لبعض فئات الأدوية المستخدمة لتثبيطه:[١][١٩]

  • مثبطات نسخ الحمض النووي غير النيوكليوسيدية (NNRTIs): مثل إيترافيرين (Etravirine)، وإيفافيرينز (Efavirenz)، ونيفيرابين (Nevirapine).
  • مثبِّطات نسخ الحمض النووي النيوكليوسيدية (NRTIs): ومنها دواء أباكافير (Abacavir)، والتركيبات الدوائية المكونة من تينوفوفير/ إمتريسيتابين (Emtricitabine-tenofovir)، ولاميفودين/ زيدوفودين (Lamivudine-Zidovudine)
  • مثبطات البروتياز (PI): مثل دارونافير (Darunavir)، وأتازانافير (Atazanavir)، وفوسامبرينافير (Fosamprenavir).
  • مثبطات دخول الفيروس إلى الخلية: ومنها مارافيروك (Maraviroc)، وأنفوفيرتيد (Enfuvirtide).
  • مانع دمج مادتي الفيروس والمضيف الوراثيتين: ومنها إلفيتغرافير (Elvitegravir)، ورالتيغرافير (Raltegravir)، ودولوتغرافير (Dolutegravir).


ما هي طرق الوقاية من الإصابة بالإيدز؟

يساعد اتباع بعض الإجراءات البسيطة على الوقاية من الإصابة بمرض الإيدز، فيما يلي بيان لأبرزها:[٣][٢٠]

  • الامتناع عن ممارسة العلاقات الجنسية الخارجة عن إطار الزواج.
  • وضع المرأة الحامل ضمن خطة علاجية مناسبة في حال إصابتها، تفادياً لانتقال الفيروس إلى الجنين.
  • تجنب مشاركة الحقن والإبر مع الآخرين والحرص على استخدام النظيف والمعقم منها.
  • استخدام الأدوية الوقائية والتي تعمل على تقليل خطر الإصابة بمرض الإيدز، مثل تينوفوفير/إمتريسيتابين (Tenofovir/Emtricitabine)، في حال وجود احتمال للتعرض له.
  • تجنب تعاطي المواد المخدرة.
  • الامتناع عن التبرع بالدم أو الأعضاء في حال التأكد من الإصابة بهذا المرض.
  • ارتداء ملابس واقية وتجنب لمس دم شخص آخر، عند الاعتناء بشخص يعاني من الجروح.
  • القيام بفحوصات دورية للكشف عن الأمراض المنقولة جنسياً.


مفهوم خاطئ!

لا يسبب الاتصال اليومي مثل المصافحة والمعانقة ومشاركة الطعام والشراب إلى الإصابة بمرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز).[١٤]


مضاعفات مرض الإيدز

يسبب مرض الإيدز العديد من المضاعفات التي تختلف في حدتها، ومنها:[٢١]

  • الإصابة بأنواع مختلفة من العدوى مثل حدوث الالتهاب الرئوي المزمن، أو الإصابة بمرض السّل الرئوي، أو الفطريات.
  • الإصابة بالسرطانات: مثل سرطان عنق الرحم أو ورم الغُدد اللمفاوية.
  • ظهور الأمراض العصبية والنفسية: مثل القلق، والاكتئاب، أو الخرف.
  • متلازمة الهزال: وتتمثل بفقدان 10% من الوزن مع المعاناة من ارتفاع درحةالحرارة والإسهال لمدة 30 يوماً.

المراجع

  1. ^ أ ب ت "HIV and AIDS", nhs, Retrieved 15/10/2021. Edited.
  2. "HOW HIV INFECTS THE BODY AND THE LIFECYCLE OF HIV", avert, Retrieved 16/10/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت "HIV/AIDS", mayoclinic, Retrieved 16/10/2021. Edited.
  4. "What Are HIV and AIDS?", hiv, Retrieved 8/11/2021. Edited.
  5. "Do I Have HIV?", webmd, Retrieved 16/10/2021. Edited.
  6. "RINJ Women", rinj, Retrieved 16/10/2021. Edited.
  7. "Do I Have HIV?", webmd, Retrieved 17/10/2021. Edited.
  8. "HIV and AIDS", healthjade, Retrieved 17/10/2021. Edited.
  9. "About HIV", cdc, Retrieved 2/11/2021. Edited.
  10. "SYMPTOMS AND STAGES OF HIV INFECTION", avert, Retrieved 2/11/2021. Edited.
  11. "HIV and AIDS", nhs, Retrieved 13/11/2021. Edited.
  12. "HIV/AIDS", mayoclinic, Retrieved 17/10/2021. Edited.
  13. "What is HIV & AIDS?", plannedparenthood, Retrieved 17/10/2021. Edited.
  14. ^ أ ب "HIV/AIDS", who, Retrieved 17/10/2021. Edited.
  15. "What Are HIV and AIDS?", hiv, Retrieved 13/11/2021. Edited.
  16. "What kinds of tests are available, and how do they work?", cdc, Retrieved 2/11/2021. Edited.
  17. "HIV/AIDS", mayoclinic, Retrieved 13/11/2021. Edited.
  18. "CD4 cell counts", aidsmap, Retrieved 17/10/2021. Edited.
  19. ^ أ ب "HIV (Human Immunodeficiency Virus) Infection", uofmhealth, Retrieved 17/10/2021. Edited.
  20. "How can I prevent HIV?", plannedparenthood, Retrieved 2/11/2021. Edited.
  21. "The Most Dangerous Complications of HIV and AIDS", healthline, Retrieved 17/10/2021. Edited.