الإيدز هو المرحلة الأخيرة من الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة (HIV)، والتي يستغرق الوصول لها عدة سنوات من الإصابة بالفيروس، حيث يقال أن الشخص مصاب بالإيدز بعد أن يحدث الفيروس قد تلفاً كبيراً في جهاز المناعة.

لذلك إذا شككت بأنك قد تعرضت لفيروس نقص المناعة (HIV) مؤخراً من المهم أن تجري أحد التحاليل التي تكشف عن وجود الفيروس أو تطمئنك بعدم وجوده، لأن الاكتشاف المبكر للفيروس يساعد على منع أو على الأقل إبطاء الوصول لمرحلة الإيدز (المرحلة النهائية).[١]


تشخيص الإيدز

يتم تشخيص الإيدز بعمل تحليل يكشف عن وجود الفيروس في الجسم، فإذا ظهرت نتيجة التحليل إيجابية وتأكد بذلك وجود الفيروس في الجسم، يطلب الطبيب فحوصات لمعرفة مرحلة المرض وتحديد المضاعفات التي سببها:


1- عمل تحليل يكشف عن وجود الفيروس أو عدمه

لا يوجد اختبار يمكنه الكشف عن الفيروس مباشرة بعد الإصابة، حيث يعتمد التشخيص على إجراء تحليل يُجرى على عينة من الدم أو اللعاب بعد انقضاء فترة تتراوح بين عدة أيام إلى شهور حسب نوع الفحص وعوامل أخرى، ويتم تشخيص مرض الإيدز عند ظهور نتيجة التحليل إيجابية، وتُعتبر هذه التحاليل جميعها دقيقة للغاية لذلك يمكن إجراء أي منها:

  • تحليل الأجسام المضادة (ELISA/Western Blot).
  • تحليل المستضدات والأجسام المضادة (p24 test+ELISA/Western Blot).
  • تحليل الحمض النووي (NAT test): وهذا الفحص أقل استخداماً لأنه مكلف لكنه يكف عن الإصابة في أبكر وقت ممكن.


لكن يجب الانتباه إلى أن هذه الفحوصات لا تظهر نتيجتها إيجابية فور الإصابة بالفيروس، بل تستغرق مدة منذ يوم الإصابة وحتى ظهور النتيجة إيجابية على الفحص، وتعرف بمدة الحضانة، وفيما يلي توضيح للفحوصات المستخدمة في تشخيص الإيدز:[١][٢]


تحليل الأجسام المضادة (Antibody tests)

وهو اختبار دم يقيس تراكيز الأجسام المضادة التي يفرزها الجسم كاستجابة للإصابة بفيروس الإيدز، وعادة يمكن للفحص الكشف عن وجود الأجسام المضادة في الدم بعد مرور 23-90 يوم على الإصابة بالفيروس، ففي حال إجراء الفحص قبل هذه المدة، على الأغلب ستظهر النتيجة سلبية حتى لو كان الشخص مصاباً بالفيروس، ويمكن أيضاً إجراء الفحص من خلال أخذ عينة لعاب بدلاً من الدم، لكن لا يتم الاعتماد على عينة اللعاب في التشخيص، فإذا ظهرت نتيجة الفحص إيجابية يجب إجراء اختبار الدم لتأكيد التشخيص.


تحليل المستضدات والأجسام المضادة (Antigen/antibody tests)

المستضدات هي تراكيب موجودة على سطح الفيروس، لذا فإن تحليل المستضدات والأجسام المضادة هو فحص دم يجمع بين فحص الأجسام المضادة الذي بيناه سابقاً، وفحص المستضدات، ويمكن للفحص الكشف عن الإصابة بعد مرور 18-45 يوم على دخول الفيروس للجسم.


فحص الحمض النووي (NATs)

يقيس هذا الفحص تراكيز الفيروس نفسه في الدم، ويتم من خلال أخذ عينة دم، ولا يلجأ الطبيب لفحص الحمض النووي إلا في حال ظهرت على الشخص أعراض الإصابة بالإيدز، أو كانت لديه عوامل خطورة للإصابة، ويستطيع الفحص الكشف عن وجود إصابة في حال مرور 5-21 يوم على التعرض للفيروس، وفي العادة يتم تأكيد الفحص من خلال فحص الأجسام المضادة.[٣]

في حال كانت الأم مصابة بالإيدز أثناء فترة الحمل، فيجب إجراء اختبار الحمض النووي للطفل على عمر 6 أسابيع وهو الفحص الوحيد المعتمد لهذه الحالة.




إذا ظهرت نتيجة التحليل الكاشف عن الفيروس سلبية وتم إجراؤه بعد انقضاء الوقت الكافي من التعرض للفيروس يعني هذا أن المريض غير مصاب بالفيروس ولا حاجة للمزيد من الفحوصات.





2- إجراء فحوصات لتحديد المرحلة التي وصل إليها المرض

بعد التأكد من وجود الفيروس يطلب الطبيب فحوصات لمعرفة المرحلة التي وصل إليها المرض، وتشمل هذه الفحوصات ما يلي:[٢][٤]

  • اختبار عدد الخلايا اللمفاوية CD4 في الدم: حيث يستهدف فيروس الإيدز هذه الخلايا تحديداً ويدمرها، لذا مقدار النقص في عدد الخلايا المناعية CD4 يحدد المرحلة التي وصل إليها المرض، والمرحلة النهائية هي عندما يقل عدد هذه الخلايا عن 200 خلية، وهنا يُقال بأن المريض قد وصل لمرحلة مرض الإيدز.


  1. الإيدز هو المرحلة الأخيرة من الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة (HIV)، ويُشخص عند وصول عدد خلايا CD4 المناعية لأقل من 200 خلية.
  2. الوصول لمرحلة الإيدز يستغرق 10-15 سنة عادة من التعرض للفيروس، لأن الفيروس يأخذ وقتاً طويلاً حتى يهاجم خلايا الدم البيضاء ويحدث ضرراً كافياً فيها حتى نقول أنه وصل للمرحلة النهائية (الإيدز).
  3. يوجد أدوية فعالة في منع أو على الأقل إبطاء تحول الإصابة بفيروس (HIV) إلى مرحلة الإيدز، وتمكن المريض من عيش حياة طبيعية، ولذلك اكتشاف الإصابة قبل الوصول لمرحلة الإيدز النهائية أمر مهم جداً.

  • تحليل الحمل الفيروسي: وهو فحص لتحديد تركيز الفيروس في الجسم، ويتم إجراؤه باستمرار خلال فترة العلاج من الإيدز وذلك لأن من أهم أهداف العلاج هو الحفاظ على تركيز قليل جداً من الفيروس في الجسم، لذا فإن قلة تركيز الفيروس في الجسم تدل على السيطرة على المرض ونجاح العلاج، فمع العلاج المناسب قبل الوصول لمرحلة الإيدز يمكن للمريض أن يصل لتراكيز قليلة (صفر تقريباً) من الفيروس في الدم طالما التزم بالاستمرار على العلاج الذي يقدمه الطبيب.
  • مقاومة الدواء: فبعض أنواع فيروس الإيدز مقاومة للأدوية والعلاج، لذا فإنه من المهم تحديد ما إذا كان الفيروس مقاوم للعلاج قبل البدء فيه، لاتخاذ التدابير والإجراءات اللازمة.


3- فحوصات للكشف عن حدوث المضاعفات

وهي اختبارات تجرى للتأكد من عدم حدوث مضاعفات نتيجة الإصابة بفيروس الإيدز، وتشمل الفحوصات التالية:[٢][٤]

  • فحص السل.
  • فحص التهاب الكبد الوبائي (C) والتهاب الكبد الوبائي (B).
  • فحوصات الأمراض والعدوى المنقولة جنسياً.
  • فحوصات الكلى والكبد.
  • فحص عدوى المسالك البولية.
  • فحص سرطان عنق الرحم والشرج.



الإيدز يقلل المناعة لذلك تُطلب هذه الفحوصات للتأكد من إصابة المريض بالتهابات الجسم الأكثر شيوعاً عند مرضى نقص المناعة.




هل يمكن إجراء فحص الإيدز في المنزل؟

قامت مؤسسة الغذاء والدواء الأمريكية بترخيص استخدام فحصين للكشف عن الإيدز في المنزل، وهما فحص (OraQuick HIV Test) الذي تستخدم فيه عينة من اللعاب، وفحص (Home Access HIV-1 Test System) والذي يعتمد على عينة دم يتم استخراجها من الإصبع، ويعتمد كلا الفحصين على قياس تراكيز الأجسام المضادة في الجسم، ولكن لا يمكن الاعتماد على الفحوصات المنزلية لتشخيص الإصابة، فإذا ظهرت نتيجة الفحص إيجابية يجب حينها إجراء أحد فحوصات الدم في مختبر طبي.[٥]


المراجع

  1. ^ أ ب "A Comprehensive Guide to HIV and AIDS", healthline, Retrieved 13/3/2022. Edited.
  2. ^ أ ب ت "HIV/AIDS", mayoclinic, Retrieved 13/3/2022. Edited.
  3. "HIV/AIDS", who, Retrieved 13/3/2022. Edited.
  4. ^ أ ب "HIV/AIDS Diagnosis", stanfordhealthcare, Retrieved 13/3/2022. Edited.
  5. Vision Problems?-,Accuracy,than 99.9% of the time. "What to Know About Home HIV Tests", webmd, Retrieved 13/3/2022. Edited.