يحدث مرض الإيدز (AIDS) نتيجة الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية (HIV)، ويعيش هذا الفيروس في سوائل جسم المصاب التالية فقط: السائل المنوي، أو الإفرازات المهبلية، أو الدم، أو حليب الأم.[١]



هذا يعني أن الفيروس غير موجود في اللعاب، أو البول، أو العرق للمصاب.





كيف ينتقل مرض الإيدز من شخص لآخر؟

حتى ينتقل الفيروس المسبب لمرض الإيدز من شخص إلى آخر، يجب أن يحدث تلامس أو اختلاط بين سوائل جسم المصاب سواء أكانت هذه السوائل هي السائل المنوي، أو الإفرازات المهبلية، أو الدم، أو حليب الأم، مع الشخص السليم عبر جرح إلى دمه مباشرة أو عبر الأغشية المخاطية للأغشية التناسلية وإن لم يكن فيها جرح يوصل للدم مباشرة،[٢] ويحدث هذا الاختلاط عبر طرق مختلفة نذكرها فيما يلي:


ممارسة الجنس مع شخص مُصاب

وهي أكثر طرق انتقال فيروس نقص المناعة HIV انتشاراً، ينتقل فيروس الإيدز بالجنس عبر سوائل الجسم الملوثة للمصاب سواء كانت: سوائل المهبل، أو السائل المنوي، أو الإفرازات المخاطية للشرج، أو الدم، وينتقل للشخص السليم عن طريق الأغشية المخاطية للمهبل أو القضيب أو الشرج للشخص السليم، وهذا يعني أن الجنس المهبلي والشرجي ينقل العدوى، أما الجنس الفموي فلا ينقل العدوى من عضو شخص مصاب إلى فم شخص سليم إلا إذا وُجدت قروح أو جروح في فم الشخص السليم تسمح بدخول الفيروس للدم.[٣]

وكذلك الأمر بالنسبة للجنس الفموي إذا كانت الأدوار معكوسة (الشخص المصاب هو الذي يقوم بالجنس الفموي للسليم) لا ينتقل فيروس الإيدز إلى العضو التناسلي للشخص السليم لأنّ الفيروس لا يكون موجوداً في لعاب المريض.

وبجدر العلم أن النساء هن الأكثر عرضة للإصابة بفيروس HIV مقارنةً بالرجال، وذلك لأن المساحة المعرضة في المهبل للعدوى أكبر مما هو عليه عند الرجال، بالإضافة إلى أن الغسل المهبلي الذي تقوم به النساء قبل الجماع يزيل الطبقة المخاطية الحامية للمهبل.[٢]


 مشاركة الإبر والحقن مع شخص مصاب

تعد مشاركة حقن أو معدات تعاطي المخدرات، أو معدات الوشم أحد الطرق التي تؤدي إلى انتشار مرض الإيدز، أما بالنسبة لانتقال الفيروس لأحد العاملين في الكادر الطبي من خلال حوادث الوخز بالإبر الملوثة بالفيروس فهي نادرة الحدوث لكنها واردة.[٤][٥]



قد ينتقل فيروس HIV من خلال مشاركة شفرات الحلاقة أو فرشاة الأسنان لشخص مُصاب، في حال كان دم المصاب قد تسرب عليها ودخل إلى مجرى دم الشخص الآخر.





انتقال الفيروس من الأم للطفل

والذي قد يحدث أثناء الحمل، أو الولادة عند تمزق الأغشية، فعندها يكون الطفل معرّض لذلك من خلال اختلاطه بدم الأم والسوائل المهبلية الموجودة في الرحم، أو أثناء الرضاعة الطبيعية، وذلك لتواجده في حليب الأم، ولكن في الوقت الحالي انخفضت احتمالية انتقال الفيروس من الأم للطفل، وذلك لاتباع استراتيجية خضوع جميع النساء الحوامل لفحص فيروس HIV بشكل روتيني، وفي حال كانت الأم مُصابة، تبدأ بتناول العلاج كما هو محدد لها طوال فترة الحمل، وكذلك الطفل بعد ولادته لمدة تتراوح من 4 إلى 6 أسابيع، الأمر الذي ساهم في انخفاض نسبة انتقال العدوى بين الأم والطفل بشكل ملحوظ.[٢][٦]



يعد انتقال فيروس نقص المناعة البشرية من الأم إلى الطفل الطريقة الأكثر شيوعًا التي يُصاب فيها الأطفال بِفيروس نقص المناعة البشرية.





نقل الدم

فيما مضى كان هناك خطورة كبيرة في عملية نقل الدم من شخص لآخر، وذلك لاحتمالية انتقال العديد من الأمراض عبره، لذلك تم وضع استراتيجية لتنفيذ معايير السلامة للتبرع بالدم ونقله، بحيث يتم إجراء فحوصات للدم المتبرع به، للكشف عن الأمراض التي قد تنتقل من خلاله، ومن ضمنها فحص فيروس HIV لضمان سلامة المتلقي.[٧]



تزداد احتمالية نقل المصاب للعدوى بارتفاع نسبة ما يُسمى بالحمل الفيروسي، وهو تعبير رقمي يكشف مدى نشاط الفيروس في جسم المصاب، وكلما زاد نشاطه، زادت فرصة انتقاله، لذلك يجب تناول الأدوية المخصصة لفيروس HIV، لتثبيط الفيروس، وتخفيض الاحتمالية.



طرق لا ينتقل فيها الإيدز

هناك عدد من المفاهيم الخاطئة حول طرق انتقال فيروس نقص المناعة، والتي يعتقد بعض الناس أنه ينتقل من خلالها، والحقيقة عكس ذلك تماماً، وهذه الطرق بالتفصيل هي:[٨]

  • لمس اللعاب، أو الدموع، أو العرق الخاص بالمُصاب.
  • مُصافحة، أو مُعانقة، أو لمس شخص مُصاب.
  • مشاركة المريض أواني الطعام.
  • مشاركة المريض حوض السباحة.
  • استخدام المرحاض الخاص بالمريض.
  • التعرض للدغ أو عض أحد الحيوانات أو الحشرات.
  • الجنس الفموي إلا إذا كان هناك قروح أو جروح داخل فم الشخص السليم.


عوامل خطر الإصابة بمرض الإيدز

ترتبط بعض السلوكيات والعوامل بزيادة فرصة الإصابة بمرض الإيدز، ويمكن بيان أهم هذه العوامل فيما يلي:[٩][٢]

  • ممارسة الجنس خارج إطار الزواج: ودون استخدام الحماية المتمثلة باستخدام الواقي الذكري.
  • الأمراض المنقولة جنسيًا: إن الإصابة بأحد الأمراض المنقولة جنسيًا يزيد من خطر وسهولة انتقال فيروس HIV، مثل السيلان، والزهري، والكلاميديا وغيرها، وذلك بسبب الضرر الذي تُحدثه هذه الأمراض في الأنسجة التناسلية، والتي تسمح لفيروس HIV بدخول للجسم بسهولة.
  • عدم التعرض للختان في الصغر: يعد الرجال الغير مختونين أكثر عرضة للإصابة بفيروس HIV مُقارنةً بغيرهم، وذلك بسبب تراكم البكتيريا أسفل القفلة، والتي تعمل على توفير بيئة ملائمة تسهل التقاط الفيروس وسحبه إلى الجسم.
  • العمل بالقطاع الطبي: قد يكون الأشخاص الذين يعملون في أماكن تتواجد فيها سوائل قد تحتوي على فيروس HIV، أو تعامل معها بشكل مُباشر هم أكثر عرضة للخطر مثل المختبرات أو أقسام الطوارئ.[١٠]
  • تعاطي المخدرات: خاصَةً تلك التي يتم تعاطيها عبر الوريد، والتي قد تزيد من إمكانية مُشاركة الحقن التي قد تكون ملوثة بفيروس HIV، متسببة بانتشار العدوى.[١٠]


طرق الوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية

فيما يلي بعض النصائح للوقاية من الإصابة بفيروس HIV، وهي كالتالي:

  • تجنب القيام بالممارسات الخاطئة المذكورة أعلاه، والابتعاد عن عوامل الخطر قدر الإمكان، وتصحيح المفاهيم الخاطئة، والتوعية حول فيروس HIV.[١١]
  • العلاجات الوقائية: هناك عدد من الأدوية التي يمكن تناولها للوقاية من الإصابة بالإيدز، خاصة عند الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة، ويمكن بيانها كالتالي:[١٢][١٣]
  • الوقاية قبل التعرض: هو علاج وقائي يُعرف بـ (PrEP) يقلل من خطر الإصابة بفيروس HIV بنسبة 90% عند تناوله يوميًا، والذي يُعرف تجارياً باسم تروفادا (Truvada)، أو ديسكوفي (Descovy).
  • الوقاية بعد التعرّض: في حال تعرّض الشخص للإصابة بـ HIV فيجب تناول علاج (PEP) خلال 72 ساعة من الإصابة لتثبيط الفيروس، ويؤخذ يومياً لمدة 28 يوماً، وتُسمى حبة الطوارئ.
  • الأدوية المضادة للفيروس: وهو علاج يعطى للمريض المصاب بفيروس HIV، للتقليل من نسبة الفيروس في الدم، ومنعه من النمو، مما يُساعد على تقليل خطر انتقال الفيروس لشخص آخر.



في حال الحمل عليك إخبار الطبيب ليتمكن من إعطائك الأدوية المناسبة لحالتك والآمنة على طفلك.



المراجع

  1. "HIV", cdc, Retrieved 31/10/2021.
  2. ^ أ ب ت ث "How Is HIV Transmitted?", verywellhealth, Retrieved 31/10/2021.
  3. is transmitted through semen,in the mouth and throat. "SEX AND HIV", avert, Retrieved 23/12/2021. Edited.
  4. "Transmission of HIV/AIDS", stanfordhealthcare, Retrieved 31/10/2021.
  5. "3. Transmission of HIV", atrainceu, Retrieved 31/10/2021.
  6. "How is HIV passed from one person to another?", cdc, Retrieved 31/10/2021.
  7. "HIV and AIDS - Basic facts", unaids, Retrieved 31/10/2021.
  8. "How is HIV transmitted?", nichd, Retrieved 1/11/2021.
  9. "Health Library", winchesterhospital, Retrieved 1/11/2021.
  10. ^ أ ب "HIV transmission: Know the facts", medicalnewstoday, Retrieved 1/11/2021.
  11. "8 Simple Steps to Prevent HIV", verywellhealth, Retrieved 1/11/2021.
  12. "8 Things Your Doctor Wants You to Do to Protect Against HIV", everydayhealth, Retrieved 1/11/2021.
  13. "Are there different types of PrEP?", cdc, Retrieved 11/11/2021. Edited.