هل التهاب السحايا معدٍ؟

ألتهاب السحايا بحدّ ذاته ليس مُعديًا، ولكن العدوى المسؤولة عن الإصابة بالتهاب السحايا معدية، وتنتقل إلى الأشخاص الأصحاء من خلال السوائل التي تعيش فيها الكائنات الحية المُعدية، أو نتيجةً للسعال، أو العطس، أو التقبيل، أو لمس الأشياء الملوثة بهذه السوائل، ولكن نادرًا ما يؤدي ذلك إلى التهاب السحايا.[١]


التهاب السحايا

يُعرّف التهاب السحايا (Meningitis) على أنّه تورّم والتهاب للأغشية التي تُحيط بالدّماغ والحبل الشوكي، ويحدث ذلك في معظم الحالات نتيجة إصابة السوائل المحيطة بالدّماغ والحبل الشوكي بعدوى بكتيرية أو فيروسية، ويُصيب التهاب السحايا جميع الفئات العمرية، إلّا أنّه أكثر شيوعًا عند الأطفال الرُّضع، والأطفال الصغار، والمراهقين، والبالغين الأصغر سنًا، ولحُسن الحظ تتوافر العديد من اللقاحات التي تحمي من الإصابة بالتهاب السحايا، من جهةٍ أخرى قد يتسبب ترك التهاب السحايا دون علاج في حدوث العديد من المضاعفات شديدة الخطورة.[٢][٣]

أعراض التهاب السحايا

تختلف أعراض التهاب السحايا من حالةٍ لأخرى اعتمادًا على عمر المصاب، ونوع العدوى، وتوقيت ظهورها؛ فمن الممكن أن تظهر الأعراض بسرعة بعد التعرّض للعدوى، أو بعد عدّة أيام من الإصابة بنزلات البرد، أو الإسهال، أو القيء، أو أي علامات أخرى تُشير لوجود العدوى، ومن أكثر أعراض التهاب السحايا شيوعًا ما يأتي:[٤]

  • ارتفاع درجة حرارة الجسم.
  • الحساسية تجاه الضوء.
  • تصلّب الرقبة.
  • الطفح الجلدي.
  • فقدان طاقة الجسم.
  • الصّداع.
  • التهيّج.


بالإضافة للأعراض السابقة قد تظهر مجموعة من الأعراض الأخرى لدى الأطفال المصابين بالتهاب السحايا، منها:[٤]

  • سوء التّغذية.
  • النّعاس الشديد، وصعوبة إيقاظ الطفل من النوم.
  • انتفاخ اليافوخ.
  • صعوبة تهدئة الطفل حتى بعد حمله، أو حضنه، أو هزه.


أسباب التهاب السحايا

يحدث التهاب السحايا نتيجةً للعديد من الأسباب، ولا بُدّ من معرفة السبب الكامن وراء حدوث الالتهاب لتحديد العلاج المناسب،[٥] ويُذكر من هذه الأسباب ما يأتي:

  • العدوى الفيروسية: هو السبب الأكثر شيوعًا لحدوث التهاب السحايا، وعادةً ما تكون الحالة بسيطة، ويتعافى المصاب من تلقاء نفسه دون علاج.[٥]
  • العدوى البكتيرية: السبب الثاني بعد العدوى الفيروسية للإصابة بالتهاب السحايا، وفي بعض الحالات قد تكون العدوى البكتيرية مهددة لحياة صاحبها بالخطر.[٥]
  • العدوى الفطرية: من الأسباب الأقل شيوعًا لالتهاب السحايا، وعادةً لا تُصيب الأشخاص السليمين الأصحاء، وإنما تُصيب الأشخاص الذين يعانون من ضعف في الجهاز المناعي كمصابي الإيدز.[٦]
  • العدوى الطفيلية: من الأسباب النادرة لالتهاب السحايا، وقد تحدث نتيجةً لتناول بعض أنوع الحيوانات كالثعابين، أو الأسماك، أو الدواجن، أو الرخويات المصابة بالطفيليات.[٦]
  • أسباب أخرى: قد يحدث التهاب السحايا لأسباب أخرى عدا عن العدوى كالتحسس تجاه أدوية معينة، أو نتيجةً للتفاعلات الكيميائية في الجسم، أو بسبب الإصابة ببعض أنواع السرطانات أو الأمراض الالتهابية كداء الساركويد.[٥]


عوامل خطر الإصابة بالتهاب السحايا

تلعب العديد من العوامل دورًا في زيادة خطر الإصابة بالتهاب السحايا، ويُذكر منها ما يأتي:

  • عدم تلقي اللقاحات الخاصة بالتهاب السحايا في الأوقات المحددة لذلك.[٧]
  • صغر السن؛ فالتهاب السحايا الفيروسي يُصيب عادةً الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات، أما التهاب السحايا البكتيري فإنه عادةً ما يُصيب الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 20 عامًا.[٧]
  • الإقامة في أماكن مكتظة يتواجد فيها أشخاص من بيئات مختلفة كالسكن الجامعي، أو السكنات العسكرية.[٧]
  • الحمل؛ إذ تعاني النساء الحوامل من فرصةٍ أعلى للإصابة بداء اللِيستَرِيّات (Listeria) الناتج عن الإصابة بعدوى بكتيرية، الأمر الذي يزيد من خطر الإصابة بالتهاب السحايا.[٧]
  • ضعف الجهاز المناعي؛ كالإصابة بالإيدز، أو السكري، أو تناول الأدوية المثبطة للمناعة، أو إدمان المشروبات الكحولية.[٧]
  • بعض الحالات الصّحيّة بما في ذلك:
  • استئصال الطّحال.[٧]
  • قصور الكلى.[٨]
  • التليّف الكيسي.[٨]
  • الثلاسيميا.[٨]
  • قصور جارات الغدة الدرقية.[٨]
  • فقر الدّم المنجلي.[٨]


تشخيص التهاب السحايا

يُشخّص الطبيب التهاب السحايا من خلال الاختبارات الآتية:

  • البزل القطني أو تحليل السّائل النّخاعي: (Lumbar Puncture)، وهو أخذ عينة من السائل الذي يُحيط بالدماغ والحبل الشوكي، ولإجرائه يُدخل الطبيب إبرة رفيعة في نهاية العمود الفقري لجمع العينة، ثم تُرسل للمختبر لمعرفة نوع العدوى التي أدت إلى حدوث التهاب السحايا.[٩]
  • تحاليل الدّم: في بعض حالات التهاب السحايا قد تكون نتائج اختبارات الدّم طبيعية، وفي حالات أخرى قد تُظهر بعض العلامات التي تُشير إلى وجود العدوى؛ كارتفاع عدد خلايا الدّم البيضاء (WBCs) أو البروتينات.[١٠]


علاج التهاب السحايا

يعتمد علاج التهاب السحايا على السبب الكامن وراء حدوثه، وفيما يأتي توضيحًا لذلك:


العلاجات العامة

فيما يأتي بعض العلاجات العامة لجميع مُسببات التهاب السحايا:

  • السوائل الوريدية: يُعطى المصاب السوائل الوريدية لتعويض ما فقده من سوائل أثناء التقيؤ، أو نتيجةً لعدم قدرته على شرب السوائل.[١١]
  • مسكنات الألم: تُستخدم لعلاج الصّداع أو ارتفاع درجة حرارة الجسم.[١١]
  • الكورتيزون: يُستخدم في بعض الحالات للتقليل من تورّم الدماغ، كما يُستخدم في الحالات التي لا يكون فيها التهاب السحايا ناتجًا عن وجود عدوى؛ كأمراض المناعة الذاتية.[٧][١٢]


العلاجات حسب نوع العدوى

اعتمادًا على نوع العدوى يلجأ الأطباء للعلاجات الآتية:

  • العدوى البكتيرية: يستخدم الأطباء المضادات الحيوية لعلاج الأعراض الناتجة عن التهاب السحايا.[١١]
  • العدوى الفيروسية: يُمكن علاج الحالات البسيطة في المنزل من خلال السوائل، وأخذ قسطٍ كافٍ من الراحة، بالإضافة لخافضات الحرارة، أما الحالات الشديدة فإنها تتطلب الإقامة في المستشفى لعلاجها.[١١]
  • العدوى الفطرية: تُعالج عن طريق الأدوية المضادة للفطريات.[١٢]


ما هي المدة اللازمة لعلاج التهاب السحايا؟

يحتاج التهاب السحايا الفيروسي إلى ما يُقارب 7 - 10 أيام للتعافي، وغالبًا ما يتحسن من تلقاء نفسه في المنزل دون الحاجة إلى الإقامة في المستشفى، بينما يحتاج التهاب السحايا البكتيري إلى العلاج في المستشفى لمدة أسبوع على الأقل.[٢]


الوقاية من التهاب السحايا

يُمكن الوقاية من التهاب السحايا عن طريق تجنّب الإصابة بالعدوى الفيروسية أو البكتيرية المُسببة للمرض، وفيما يأتي بعض الإرشادات اللازمة للوقاية منها:[٦]

  • الحصول على اللقاحات ضد البكتيريا أو الفيروسات التي قد تُسبب التهاب السحايا؛ كمطعوم الإنفلونزا، ومطعوم المكورات الرئوية.
  • غسل اليدين جيدًا بالماء باستمرار خاصةً بعد تناول الطعام، أو استخدام الحمام، أو التواجد في الأماكن العامة.
  • تجنّب مشاركة الآخرين أدواتهم الشخصية؛ كفراشي الأسنان، أو أدوات الطعام والشراب.
  • تجنّب مشاركة الآخرين طعامهم وشرابهم.
  • تغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس.
  • تناول الأطعمة المطبوخة جيدًا، وتجنّب تناول المنتجات المصنوعة من الحليب غير المبستر خاصةً النساء في فترة الحمل.
  • اتّباع نظام غذائي متوازن، وممارسة التمارين الرياضية، وأخذ قسطٍ كافٍ من الراحة يوميًا للتمتّع بصحةٍ جيدة.


هل التهاب السحايا خطير؟

نعم؛ إذ يُمكن أن يُسبب العديد من المضاعفات في الحالات التي يتأخر فيها البدء بالعلاج المناسب، ومن هذه المضاعفات ما يأتي:[٦]

  • التشنّجات.
  • تضرر الدّماغ.
  • فقدان السمع.
  • مشاكل في التّعلم.
  • صعوبة في المشي.
  • مشاكل في الذاكرة.
  • الفشل الكلوي.




ملاحظة: في الحالات التي يُشتبه فيها بالإصابة بالتهاب السحايا، يجب مراجعة الطبيب على الفور للبدء بالعلاجات المناسبة في أسرع وقتٍ ممكن بعد تأكيد التشخيص.



المراجع

  1. "Meningitis", verywellhealth, 30/11/2020, Retrieved 21/9/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "Overview -Meningitis", nhs, 8/3/2019, Retrieved 21/9/2021. Edited.
  3. "Meningitis", cdc, 21/1/2020, Retrieved 21/9/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "Meningitis", kidshealth, 5/2021, Retrieved 21/9/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث "Meningitis", mayoclinic, 1/10/2020, Retrieved 21/9/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث "Meningitis", webmd, 17/8/2020, Retrieved 21/9/2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت ث ج ح خ Joseph Bennington-Castro (14/10/2020), "What Is Meningitis? Symptoms, Diagnosis, Treatment, and Prevention", everydayhealth, Retrieved 21/9/2021. Edited.
  8. ^ أ ب ت ث ج Dr. Ananya Mandal, (27/2/2019), "What is Meningitis?", news-medical, Retrieved 21/9/2021. Edited.
  9. "Meningitis", healthdirect, 4/2021, Retrieved 21/9/2021.
  10. Heidi Moawad (10/9/2021), "How Meningitis Is Diagnosed", verywellhealth, Retrieved 21/9/2021. Edited.
  11. ^ أ ب ت ث "Meningitis", familydoctor, 1/3/2021, Retrieved 21/9/2021. Edited.
  12. ^ أ ب "Meningitis", mayoclinic, 1/10/2020, Retrieved 22/9/2021. Edited.