تمّ التّعرّف على الفيروسات التاجية (Coronaviruses) كمسبب للأمراض عند الإنسان لأول مرة في ستينيات القرن الماضي،[١] فما المقصود بالفيروسات التاجية؟


الفيروسات التاجية

تضمّ الفيروسات التاجية عائلةً كبيرة من الفيروسات، التي يسبب بعضها المرض عند الناس، بينما يصيب بعضها الآخر الكلاب والقطط والحيوانات، وتُعرَف هذه الفيروسات باسم الفيروسات التاجية بسبب الشّكل المميز لسطحها والذي يشبه التاج، إذ تضمّ هذه العائلة سبع أنواعٍ مختلفة من سلالات الفيروس وأكثرها شهرةً فيروس السارس (SARS)، وفيروس الميرس (MERS)، وفيروس الكورونا (COVID-19).[٢][٣]


ما أنواع الفيروسات التاجية المعدية للإنسان؟

تضمّ الفيروسات التاجية سبع أنواعٍ رئيسية هي:[٢][٣]


الفيروسات الأقلّ خطورة

تعدّ هذه الفيروسات الأربعة من أنواع الفيروسات التاجية قليلة الخطورة، التي تسبب أمراضًا بسيطة في الجهاز التنفسي، لكنّها في نفس الوقت فهي من المسببات الشائعة والرئيسية لنزلات البرد والإنفلونزا، ومن الممكن أن تتحوّل إلى خطيرة عندما تصيب الأشخاص ضعيفي المناعة، ونذكرها كما يلي:

  • فيروس كورونا البشري (229E).
  • سيتراكوفيروس (NL63).
  • فيروس كورونا البشري (OC43).
  • فيروس كورونا البشري (HKU1).


الفيروسات الأكثر خطورة

تعدّ هذه الفيروسات أخطر من سابقتها، فمن الممكن أن تتسبب بأمراض خطيرة للجهاز التنفسي، أبرزها ضعف القدرة على التنفس، وبالحديث عن خطورة الفيروسات التاجية، تعدّ كورونا COVID-19 ميلادي أقلّ هذه الفيروسات الثلاثة خطورًة، ونذكرها كما يلي:

  • الميرس (MERS-CoV).
  • السارس (SARS-CoV).
  • الكورونا (SARS-CoV-2 أو COVID-19).


ما هو شكل الفيروسات التاجية؟

يساعد فهم تركيب الفيروس على فهم طريقة عمله، وبالحديث عن الفيروسات التاجية، فهي بسيطة التركيب، فتكون مكوّرة الشكل وتنتشر على سطحها نتوءاتٌ تاجية الشكل من البروتين، فهذه النتوءات هي الجزء الذي يهاجم الخلايا ويسبب لها العدوى، لكنّها في نفس الوقت هي العلامة المميزة التي يتعرّف الجهاز المناعي عليها في الجسم، بالإضافة إلى أنها الجزء المُعتمَد عليه في تصنيع اللقاحات.[٢]


ما هو مصدر الفيروسات التاجية المسببة للمرض عند الإنسان؟

تعتبر الحيوانات هي المصدر الناقل لعدوى الفيروسات التاجية المسببة للمرض عند الإنسان، سواءً أن كانت من الماشية أو من القوارض أو من الحشرات.[٤]


ما هي الأمراض التي تسببها الفيروسات التاجية؟

انتشرت في العقود الأخيرة 3 أنواعٍ جديدة من الفيروسات التاجية، وتسببت بأمراض خطيرة للبشر وأدّت إلى وفاة الكثير منهم، إذ تُهاجِم الفيروسات التاجية بشكل رئيسي الجزء العلوي من الجهاز التنفسي، وتسبب مجموعةً من الأمراض التي تتراوح حالتها بين البسيطة والمتوسطة والخطيرة،[٥] ومن أهمّ هذه الأمراض:


المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة (SARS)

هي متلازمة فيروسية يسببها فيروس تاجي من النوع سارس، وتم الكشف عن هذا الفيروس لأول مرة في العام 2003 ميلادي في الصين، ثم انتشر في 4 دول أخرى، وتميزت هذه المتلازمة بكونها سريعة الانتشار، وبكون الفيروس المسبب لها من الفيروسات الخطيرة والفتّاكة.[٦][٧]


متلازمة فيروس كورونا التنفسية الشرق الأوسط (MERS)

هي متلازمة فيروسية يسببها فيروس تاجي من النوع ميرس، وتمّ الكشف عن هذا الفيروس لأول مرة في العام 2012 ميلادي في المملكة العربية السعودية، ثم انتشر في العديد من الدول الآسيوية والإفريقية والأوروبية ودول الشّرق الأوسط والولايات المتحدة الأمريكية. وتراوحت أعراض هذ الفيروس ما بين البسيطة مثل الكحّة وارتفاع درجة الحرارة، أو الخطيرة كالفشل الكلوي.[٨][٩]


مرض الكورونا (COVID-19)

هي عدوى فيروسية يسببها فيروس تاجي من النوع (SARS-CoV-2)، فقد ظهرت أول حالة إصابةٍ بهذا الفيروس في الصين لكنّه ينتشر حاليًا في جميع أنحاء العالم، ويعاني أغلب المُصابين به من أمراض بسيطة في الجهاز التنفسي، تزول دون تدخّلٍ طبي، بينما تعاني مجموعة أخرى من المصابين بهذا الفيروس من أمراض أكثر حدّة تستدعي التّدخّل الطبي، ومن الجدير بالذكر أنّ هذا الفيروس يهاجم البشر من جميع الأعمار وقد يتسبب بوفاة الكثير من الناس.[١٠]


كيف تنتشر الفيروسات التاجية؟

تنتقل عدوى الفيروسات التاجية من شخصٍ لآخر بعدة طرق، أهمّها:[١١][١٢]

  • التلامس المباشر والوثيق مع الشخص المصاب: ومثال ذلك تبادل العناق والقبل، أو مشاركة أدوات الطعام والشراب، أو عدم الإبقاء على مسافة آمنة (أقلّ من 3 متر) عند التعامل مع الشخص المصاب.
  • ملامسة الأشياء الملوّثة بالفيروس: وذلك بلمس السطح الملوّث، ثم لمس الفم أو الأنف أو العين.
  • تنفس الهواء الملوث بالفيروس: تزداد احتمالية الإصابة بهذه الطريقة عند وجود الفيروسات التي تنتشر عبر الهواء بشكلٍ واسع.
  • انتشار الرذاذ الملوث بالفيروس: والذي ينتشر عند قيام أحد المصابين بالفيروس العطاس أو الكح أو السّعال دون استخدام ما يغطي فمه؛ فيؤدي ذلك إلى انتقال الرذاذ إلى الأشخاص أو الأشياء القريبة منه ونقل العدوى إليها.


أعراض عدوى الفيروسات التاجية

يشعر المصاب بعدوى أحد الفيروسات التاجية بمجموعةٍ من الأعراض التالية:[١٣]

  • ارتفاع درجة حرارة الجسم.
  • الكحة.
  • الصداع.
  • سيلان الأنف.
  • التهاب الحلق.


كما أنه من المُحتمَل ظهور أعراضٍ أشدّ وأكثر خطورة، كالإصابة بالالتهاب الرئوي الحادّ أو التهاب الشعب الهوائية لدى مجموعة من الأشخاص، هم:[١٣]

  • المصابين بأمراض القلب والرئتين.
  • الذين يعانون من ضعف في المناعة.
  • الأطفال الرضع.
  • كبار السن.


دواعي مراجعة الطبيب

لا بدّ من مراجعة الطبيب فور ملاحظة ظهور أيّ من الأعراض التالية:[١٤]

  • صعوبة في التنفس.
  • شحوب الجلد والبشرة والشفاه وظهورها باللون الأزرق.
  • الألم الشديد أو الضغط الشّديد في الصدر.
  • التشوش وعدم القدرة على التركيز.
  • فقدان الوعي والإغماء.


العلاج المنزلي لعدوى الفيروسات التاجية

لا تستدعي عدوى الفيروسات التاجية تدخّل العلاجات الدوائية، ومن الممكن تخفيف أعراض الإصابة بالعدوى من خلال مجموعةٍ من التّدابير وأساليب الرّعاية المنزلية، والمتمثّلة بما يلي:[١٥]

  • أخذ قسطٍ وفيرٍ من الراحة.
  • المحافظة على رطوبة الحلق والجسم، بشرب كميات كافية من الماء.
  • مراقبة درجة حرارة الجسم باستمرار.
  • استشارة الطبيب حول إمكانية استخدام مسكّنات الألم وخافضات الحرارة.
  • التعقيم المستمرّ للأدوات ومستلزمات العناية الشّخصية.
  • استخدام أدوات الطعام التي يمكن التخلّص منها بعد الاستخدام مثل الأنواع البلاستيكية أو المصنوعة من الكرتون، لتناول الطعام والتخلص منها بالطريقة الصحيحة بعد استخدامها.


الوقاية من العدوى بالفيروسات التاجية

للوقاية من الإصابة بالعدوى بالفيروسات التاجية، يمكنك اتباع النّصائح التالية:[١٣]

  • أخذ اللقاحات المتوفرة للوقاية من هذه الفيروسات.
  • الالتزام بارتداء الكمامات الواقية، خاصّة في أماكن التجمّعات والازدحامات والأماكن المغلقة.
  • الالتزام بالتباعد الاجتماعي والمحافظة على مسافة 6 أقدام بينك وبين الغير.
  • غسل اليدين بالماء والصابون لمدة 20 ثانية على الأقلّ.
  • تجنب ملامسة العين أو الأنف أو الفم باليد.
  • استخدام المناديل الورقية أو اليد، لتغطية الأنف والفم عند العطس أو الكحة.
  • تنظيف وتعقيم جميع الأسطح باستمرار.
  • تجنّب التلامس المباشر أو القريب مع الأشخاص المصابين بالمرض.

المراجع

  1. "Coronaviruses", ecdc, Retrieved 27/9/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت "What is coronavirus? The different types of coronaviruses", ukri, Retrieved 27/9/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "Human Coronavirus Types", cdc, Retrieved 27/9/2021. Edited.
  4. "What are the different types of coronavirus?", medicalnewstoday, Retrieved 27/9/2021. Edited.
  5. "Coronaviruses", nih, Retrieved 27/9/2021. Edited.
  6. "Severe Acute Respiratory Syndrome (SARS)", who, Retrieved 27/9/2021. Edited.
  7. "Severe Acute Respiratory Syndrome (SARS)", hopkinsmedicine, Retrieved 27/9/2021. Edited.
  8. "What is MERS-CoV, and what should I do?", mayoclinic, Retrieved 27/9/2021. Edited.
  9. "Middle East respiratory syndrome coronavirus (MERS-CoV)", who, Retrieved 27/9/2021. Edited.
  10. "Coronavirus disease (COVID-19)", who, Retrieved 27/9/2021. Edited.
  11. "About SARS", mn, Retrieved 27/9/2021. Edited.
  12. "How Does Coronavirus Spread?", webmd, Retrieved 27/9/2021. Edited.
  13. ^ أ ب ت "Coronaviruses", nfid, Retrieved 27/9/2021. Edited.
  14. "Symptoms of COVID-19", cdc, Retrieved 27/9/2021. Edited.
  15. "What does supportive care mean for patients with COVID-19?", mayoclinic, Retrieved 27/9/2021. Edited.