الكوليرا أو الهيضة هي عدوى ناجمة عن تناول طعام أو شراب ملوث ببكتيريا الكوليرا (Vibrio cholerae)، وتعدّ الكوليرا من الأمراض التي لا تزال موجودة في دول العالم الثالث مثل إفريقيا، وجنوب شرق آسيا، وهاييتي، أمّا البلدان الصناعية فتخلصت منها نتيجة المعالجة الحديثة لمياه الصرف الصحي.[١][١]

تاريخ الكوليرا

كانت الكوليرا من الأمراض الشائعة والمنتشرة في جميع أنحاء العالم خلال القرن التاسع عشر، وقد كان منبعها الأساسي دلتا نهر الغانج في الهند، وقد نجم عنها مقتل ملايين الأشخاص في العالم لتسببها بحدوث أوبئة متلاحقة، وانطلق الوباء الأخير عام 1961 جنوب آسيا، ثمّ وصل عام 1971 إلى أفريقيا، وأمريكيا عام 1991، ولا تزال الكوليرا موجودة في العديد من البلدان في العالم إلى الآن وفق ما أقرته منظمة الصحة العالمية.


كيف يصاب الشخص بالكوليرا؟

يمكن أن يصاب الشخص بالكوليرا بالطرق التالية:[٢]

  • عن طريق الطعام أو الماء الملوث بالمخلفات البشريّة، ويكون بسبب سوء الصرف الصحي وقلة النّظافة، كما أنّ الصرف الصحي الملوث يشكل تحديات شديدة، مثل بيئة مخيّمات اللاجئين، أو المجتمعات ذات الموارد المائية المحدودة للغاية، كما يجدر العلم أنّ شخصًا واحدًا متأثر بالكوليرا قد يلوّث المياه لجميع السكان.
  • تناول المأكولات البحرية النيئة أو غير المطبوخة تمامًا، وخاصة المحار أو سرطان البحر.
  • تناول الخضراوات التي لم يتم غسلها جيد، والمروية بمصادر مياه ملوّثة، وهذا يعدّ من المصادر الشائعة للعدوى.


عوامل الخطر

هناك بعض العوامل التي تزيد من فرصة الإصابة بالكوليرا، ومنها نوضح التالي:[١]

  • المجتمعات الفقيرة أو المنكوبة نتيجة الحروب: تزدهر الكوليرا في البيئات والظروف الصحية السيئة.
  • العيش مع شخص مصاب بالكوليرا.
  • انخفاض في إنتاج حمض المعدة: يساعد الحمض الموجود في المعدة على الحماية من العدوى، كما أن الكوليرا لا تبقى في البيئة الحمضية، ولكن هناك بعض الفئات التي تعاني من انخفاض مستويات حمض المعدة ليس لديهم خط الدفاع هذا، وبالتالي هم الأكثر عرضة للكوليرا، ومن هذه الفئات كبار السن، والأطفال، والأشخاص الذين يتناولون مثبّطات حمض المعدة لفترة طويلة، مثل: إيزوميبرازول من أسمائه التجارية: ®Nexium.
  • امتلاك فصيلة الدم O: هم الأكثر عرضة للإصابة بالكوليرا بمقدار الضعف مقارنة بفصائل الدم الأخرى، والسبب لهذا غير معروف.[٣]


أعراض الكوليرا

تتضمن الكوليرا بعض الأعراض، ومنها التالي:[٤]

  • الإصابة بإسهال مائي شديد.
  • التقيؤ.
  • تشنجات الساق.
  • الإصابة بالجفاف الشديد بسرعة، ويكون هذا ناجمًا عن الفقد السريع للسوائل بسبب الإسهال والتقيؤ، حيث تظهر العلامات التالية:[٤]
  • ترهل الجلد.
  • العيون الغائرة.
  • جفاف الفم.
  • قلة الإفرازات، فيتعرق الشخص بشكل أقل مثلًا.
  • تسارع ضربات القلب.
  • انخفاض ضغط الدم.
  • الدوخة.
  • فقدان الوزن السريع.



يمكن أن تلاحظ الأم على ابنها الرضيع المصاب بالجفاف، أنه لا يبلل الحفاضات كالمعتاد أو يبكي دون دموع.





كم يستغرق ظهور الأعراض بعد الإصابة بالكوليرا؟

تستمر فترة حضانة المرض، أي الفترة ما بين الإصابة بالبكتيريا لحين ظهور الأعراض على المريض، ما يقارب 2-3 أيام، وقد يصل الأمر في بعض الحالات من بضع ساعات إلى 5 أيام.[٥]


مدة الإصابة بالكوليرا

تستغرق أعراض الكوليرا 3-6 أيام من ظهورها حتى تهدأ من تلقاء نفسها، كما تختفي البكتيريا في غضون أسبوعين في حالات الكوليرا الخفيفة وغير المعقدة، أما إن كان المريض يعاني من جفاف شديد فسيكون هناك حاجة إلى منحه سوائل بديلة للمفقودة عن طريق الوريد.[٦]


كيف يتم تشخيص الكوليرا؟

يعدّ تحديد البكتيريا في عينة البراز عبر فحص زراعة البراز الطريقة الوحيدة لتأكيد تشخيص الكوليرا، كما تعدّ الأعراض الظاهرة على الشخص من الأمور التي تسهل التعرف على الكوليرا في حال كان المريض يعيش في المناطق التي تنتشر فيها العدوى.[٧]


كيف يتم علاج الكوليرا؟

يمكن توضيح علاج الكوليرا وفق التالي:[٨][٩]

  • ترطيب الجسم وتعويض السوائل: يعد هذا الدعامة الأساسية لعلاج الكوليرا، وقد يتطلب الأمر استخدام محاليل الجفاف الفموية أو الوريدية بهدف تعويض السوائل المفقودة، وتحتوي هذه المحاليل عادة على خليط من السكريات والأملاح في الماء.
  • تناول المضادات الحيوية: مثل الدوكسيسايكلين (Doxicycline)، حيث تساعد هذه الأدوية على الحد من تكاثر البكتيريا، وبالتالي تمنع انتشار المرض، كما تقلل مدة الإسهال إلى ما يقارب النصف.
  • مكملات الزنك: يساهم الزنك في تقليل الإسهال، كما يقصر من مدة الإصابة به عند الأطفال، وفق ما وجدته العديد من الأبحاث.[١٠]



يجدر الانتباه إلى أن الأدوية المضادة للإسهال تمنع إخراج البكتيريا من الجسم، وبالتالي لا يوصى باستخدامها لعلاج الكوليرا.



[١١]




يمكنك تناول ماء جوز الهند المخلوط بعصير الليمون وقطع الخيار يوميًا أثناء التعافي من الكوليرا، حيث يحتوي هذا المزيج على الكثير من المعادن التي يتم فقدها من خلال الإسهال، كما يمكنك تناول البصل المطحون وإضافة الفلفل الأسود له مع وجباتك اليومية لتسريع التعافي من الكوليرا.



[١٢]


هل يتوفر لقاح للوقاية من الكوليرا؟

نعم، ولكن يجدر العلم أنّه لا يوجد لقاح يقي من الكوليرا بنسبة 100%، ولا يعدّ هذا التطعيم بديلًا عن اتباع تدابير الوقاية، مثل احتياطات الماء والغذاء، ولكن هناك لقاحاً يدعي ®Vaxchora يؤخذ على شكل جرعة واحدة فمويًّا، يساعد على حماية البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 18-64 عامًا المقيمين في البلاد التي ينتشر فيها الكوليرا، والذين يسافرون من مناطق خالية من الكوليرا إلى المناطق المعروفة بانتشار الكوليرا فيها، وقد وافقت إدارة الغذاء والدواء (FDA) عليه، هذا بالإضافة إلى أن منظمة الصحة العالمية (WHO) قد منحت الموافقة للقاحات أخرى، وهي كالتالي:[٥]

  • ®Dukoral.
  • ®ShanChol.
  • ®Euvichol-Plus.
  • ®Euvichol.


كيفية الوقاية من الكوليرا أثناء السفر

عليك باتباع التالي لحماية نفسك من الكوليرا أثناء سفرك:[١٣][١٣]

  • احرص على غسل يديك بالماء والصابون بانتظام: وخاصة بعد استخدام المرحاض وقبل تحضير الطعام، كما عليك أن تفرك يديك المبللتين والصابون معا لمدة 15 ثانية على الأقل، ومن المستحسن أن تستخدم معقن اليدين المحتوي على الكحول في حال لم يتوفر الماء والصابون لديك.
  • حاول دائمًا أن تشرب ماء الصنبور المغلي، أو المعبأ في زجاجات فقط، كما ينصح باستخدامه لتفرش أسنانك والتمضمض به.
  • تجنب تناول الفواكه والخضروات الغير المطهية: أو التي لم تُغسل بالماء النظيف، حيث إنه من المستحسن أن تلتزم بالفاكهة والخضراوات التي يمكنك تقشيرها بنفسك، مثل الموز، والبرتقال، ويفضل أن تبتعد عن الأطعمة التي لا يمكنك تقشيرها، مثل العنب والتوت.
  • تجنب تناول المحار، والمأكولات البحرية، والسوشي، بكل حالاته سواء نيء أو مطبوخ.
  • تجنب شراء أطعمة من الباعة المتجولين: وإن أردت ذلك تأكد من طهيها في حضورك وتقديمها ساخنة.


دواعي مراجعة الطبيب

لا بد من مراجعة الطبيب إذا كان الشخص في أماكن معروف انتشار الكوليرا بها، وتزامن هذا مع التالي:[١٣]

  • الإسهال المائي الشديد والتقيؤ.
  • أعراض الجفاف مثل الشعور بالعطش الشديد وتحول لون البول إلى أصفر غامق أو برتقالي.

المراجع

  1. ^ أ ب ت "Cholera", mayoclinic, Retrieved 21/9/2021. Edited.
  2. "Everything you need to know about cholera", medicalnewstoday, Retrieved 21/9/2021. Edited.
  3. "Cholera", drugs, Retrieved 21/9/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "Everything you need to know about cholera", medicalnewstoday, Retrieved 21/9/2021. Edited.
  5. ^ أ ب is an acute, diarrheal,symptoms, but can be severe "Cholera - Vibrio cholerae infection", cdc, Retrieved 21/9/2021. Edited.
  6. "What Is Cholera? Symptoms, Causes, Diagnosis, Treatment, and Prevention", everydayhealth, Retrieved 21/9/2021. Edited.
  7. "What Is Cholera? Symptoms, Causes, Diagnosis, Treatment, and Prevention", everydayhealth, Retrieved 21/9/2021. Edited.
  8. "Cholera", doctorswithoutborders, Retrieved 21/9/2021. Edited.
  9. "Recommendations for the Use of Antibiotics for the Treatment of Cholera", cdc, Retrieved 30/10/2021. Edited.
  10. has an important role,and morbidity associated with diarrhea. "Zinc: Role in the management of diarrhea and cholera", ncbi, Retrieved 30/10/2021. Edited.
  11. "What Is Cholera?", verywellhealth, Retrieved 21/9/2021. Edited.
  12. "Haiza (Cholera)", nhp, Retrieved 31/10/2021. Edited.
  13. ^ أ ب ت "Cholera", nhs, Retrieved 21/9/2021. Edited.